طالب المشاركون بمؤتمر إطعام الدولي الأول بالتسريع في سن القوانين الخاصة بهدر الغذاء من خلال تشريعات تنظيمية، وشددوا على ضرورة إدراج برامج حفظ الطعام في المناهج التعليمية منذ الصغر.
ودعا المشاركون في توصياتهم إلى إعادة تدوير النفايات تتضح أهميتها فيما لها من فائدة بيئية وخلق فرص عمل للشباب عن طريق تخصيص ارض للجمعيات الخيرية لإنشاء مصنع من قبل امانات المدن لإعادة تدوير الطعام الزائد وتحويله الى سماد عضوي وعلف للحيوانات،
وقد ركز مؤتمر “إطعام” على أهمية أن تقوم جمعيات الطعام بالاهتمام بالجودة العالمية للطعام الصحي وخدمة المجتمع على أفضل وجه، وأهمية تكثيف دور الاعلام النوعي في نشر أهمية خطر هدر الطعام، مع تفعيل دور وسائل الإعلام النوعي ومواقع التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد في التوعية المجتمعية.
ودعا المؤتمر جمعيات الطعام للتعاون في نشر ثقافة حفظ النعمة وتبادل الخبرات والمشاركة والتعاون بين مختلف القطاعات لتحقيق هدف حفظ الطعام من الهدر.
وطالب المشاركون بتخصيص أسبوع حفظ الطعام بالمملكة والتنسيق مع جهات مختلفة لاعتماد هذا الأسبوع، واعتماد نشر ثقافة الاكل الصحي لتجنب الوزن الزائد والاستهلاك الزائد لحفظ الطعام من الهدر.
ودعوا إلى تربية الأبناء تربية صحية في حسن الاختيار لنوع الأطعمة والحفاظ على الأطعمة، وشددوا على أهمية الاحتراف داخل جمعيات حفظ الطعام وطريقة العمل بها, ووجوب تتضافر الجهود لحل مشكلة هدر الطعام.
وأكد مؤتمر “إطعام” على ضرورة زيادة الوعي في قواعد التسوق ووضع خطة للاستهلاك والحد من الهدر وتوعية المجتمع بالاثر الصحي.
وكانت أولى جلسات مؤتمر إطعام الدولي الأول قد افتتحت في يومه الثاني اليوم الأربعاء بعنوان “الاعلام الجديد في نشر ثقافة حفظ الطعام من الهدر” ليُناقش بها كيفية استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لنشر هذه القيم والتأثير على المجتمع لتغييره للأفضل في موضوع حفظ الأطعمة.
وقال الإعلامي الكويتي د. بركات الوقيان: جميع وسائل الاعلام اتجهت لوسائل التواصل الاجتماعي لجعلها منبر أخر لها لقوة تأثيرها وانتشارها.
وعبّر عن صدمته من الأرقام التي ذكرت في جلسات يوم أمس في مؤتمر إطعام لذلك يجب على وسائل الاعلام التعامل بجدية أكبر ودعم أكثر للجمعيات الخيرية كجمعية “إطعام”.
وقال الإعلامي ياسر العمرو: سلوك وحياة الترف التي يعيشها المجتمع السعودي هي التي جعلت منه يصل الى مرحلة الهدر الحاصلة في الوقت الحالي.
وأضاف: المجتمع يحتاج للتعرض للصدمات لكي يحس بهذه المسائل، ونشر أرقام الاحصائيات وتفعيل ” الهاشتاقات ” لا يؤثر بشكل كبير على المجتمع بل يجب تفعيل شراكات مع جهات شبابية ومجتمعية مثل الاتفاقية التي وقعتها جمعية اطعام مع نادي النصر.
وطالب المدير التنفيذي لجمعية اطعام بالمنطقة الشرقية فيصل الشوشان بتجريم كل من يساهم في نشر وتمرير أو الترويج لثقافة الهدر في المجتمع.
وقال: نعم لدينا عادات وتقاليد ولكن من المهم ان نلتفت لثقافتنا الإسلامية، فالبذخ والتبذير واضح حتى في المناسبات التي نحضرها ومسألة اقناع الناس ليست بهذه السهولة.
وأضاف: مهما كانت الفكرة عظيمة لن تنجح إن لم يدعمها الاعلام , والإعلام الرياضي لديه تأثير كبير في إيصال الفكرة بشكل كبير.
بدوره، ناشد الشيخ عائض القرني أصحاب القرار أن يكون هناك إجراءات تأديبية وتعزيرية على المسرفين.
وقال: على جمعيات حفظ النعمة تكثيف الجهود على كل المحاور مع المسؤولين والمعنيين، والإعلاميين والخطباء، لنشر الوعي والحد من الهدر الغذائي، حيث أطلق القرني في ختام حديثه وسم بهدر النعم تحل النقم على تويتر كحملة توعوية هدفها نشر ثقافة حفظ النعمة.
من جانبه، قال الدكتور سالم الديني وكيل وزارة العمل والتنمية للتنمية: ظاهرة هدر النعمة هي مشكلة سلوكية، ولن ننجح في تغيير هذا السلوك للأفضل إذا كان الهدف فقط هو نقل الطعام من الغني إلى الفقير أو من مكان إلى آخر، ولكن في حين أصبح الهدف التقليل من الهدر فإن البرامج ستتغير في هذا الاتجاه بما يخدم هذا الهدف.
وأبدى “الديني” تأييد وزارة العمل والتنمية للتوجه في حفظ النعمة والمحافظة عليها، وأوضح أن الوزارة مستعدة للتعاون مع الجمعيات المعنية بهذا الشأن.
وقد انطلق مؤتمر إطعام الدولي الأول برعاية أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر آل سعود و انطلق اليوم في مركز الحوار الوطني من خلال 19 ورقة عمل وتم توقيع عدد من الاتفاقيات المحلية و الدولية للحد من إهدار الطعام في المملكة
وتبين خلال المؤتمر أن نسبة إهدار الأرز فقط في السعودية تراوحت ما بين 35% إلى 40% بقيمة تصل إلى مليار ونصف المليار و اعتبرت جمعية إطعام هذا الرقم صادما.
وأظهرت إحصائية أخرى أن الفرد السعودي يهدر 250 كيلو جراما من الطعام بينما ينام نصف مليون جائع حول العالم .
وقالت رئيسة المركز الإعلامي بالمؤتمر منى القحطاني: هذه الإحصائيات الموثقة مستشعرة قبل بداية المؤتمر و خلال المؤتمر تم الكشف عن أرقام صادمة لكميات الطعام المهدرة و التي تستوجب حفظ النعمة.
وأضافت: المؤتمر يأتي في وقت هام جدا و يعول عليه الخروج بنتائج مهمة في الإطار المرسوم له لتوعية المجتمع فضلا عن أهمية بيان الأرقام و الإحصائيات للكميات المهدرة من الأطعمة وإيضاح سبل توجيه حفظها و الجهات المعنية بذلك إضافة لترسيخ ثقافة الترشيد في إعداد الطعام مما يسهم في الحد من الهدر الحالي في الأكل.
وركزت على الدور الهام الذي تلعبه وسائل الإعلام في التأثير المجتمعي ، وإظهار هذه الأرقام بصورة قوية في وسائل الإعلام.