مقالاتمقالات مختارة

مآلات الحرب في غزة هل ستتغير موازين القوة على الأرض؟ 2

مآلات الحرب في غزة هل ستتغير موازين القوة على الأرض؟ 2

بقلم د. محمد زويل

كانت للحرب الدائرة الان في كل فلسطين دلالات عدة في اطار معادلة الردع المتوازن

الدلالة الأولى :

جاءت الحرب الدائرة الآن في كل فلسطين بعد انتفاضتين شعبيتين وثلاث مواجهات عسكرية، كلها وقعت في ظل احتلال واختلال في موازين القوة لصالح المحتل الصهيوني ، وتعاملت مع الانتفاضتين بكل وحشية ولا انسانية وبلغت خسائر المقاومة اكثر من عشرة اضعاف الحرب الحالية ، والعجيب ان ما حدث خلال السبعة ايام الفائتة من قبل المقاومة بفصائلها المختلفة كان أقوي مما تصوره صهاينة الاحتلال العسكريين انفسهم .

الدلالة الثانية :

تصور المحتل الصهيوني انه ذاهب الي نزهةمعتادة في الشيخ جراح والمسجد الأقصي لاسيما أن العرب يمرون بأسوء مرحلة تاريخية لأنظمة بات التطبيع مع العدو الصهيوني فيها مقدم علي الولاء للامة ولقضاياها الاستراتيجية  واعتبر المحتل

ان تلك لحظة ذهبية ” “خنوع وركوع عربي مهين – تراجع حريات – انقلابات عسكرية – انظمة تطبيع متسارع  ” .لتجهز علي القضية وتحقق مكاسب علي الارض فإذا بالمرابطين بأكناف بيت المقدس يحققون جزء من نبوءة لا ينتهي الزمان حتي تتحقق . فجاءت الانتفاضة الحالية بقوتها واستعدادها وصداها الواسع مفاجأة  .

الدلالة الثالثة :

الدعم الدولي والتطبيع العربي والانقسام الفلسطيني أصاب الصهاينة في تل ابيب  بعمى القوة، ودفع قادتها للاعتداء الهمجي على المصلين في شهر رمضان أمام أنظار العالم، والتوغل في حي الشيخ جراح في غطرسة نادرة، فكان فيها خيرا لم يتوقعه أحد .

الدلالة الرابعة:

تغير معادلة الأجيال  فالمحتل الصهيوني الذي أراده الجيل المؤسس ليس بذات الصفات ولا القوة  التي كان عليها في سابقا ، والشعب الفلسطيني أيضا ليس بذات الضعف والصفات التي كان عليها ،تغيرت البنية النفسية والقناعية لدي الفلسطنيين علي مختلف مشاربهم وباتوا علي قناعة  بعدم التعلق بأوهام الحل السياسي وأوهام نصرة القضية من الأنظمة العربية إلى بناء منظومة مقاومة ذاتيةتتطور شيئا فشيئا .

فصار  الفعل المقاوم متغير بكل أشكاله ويتطور مع كل جيل وبأدوات الجيل الجديدة.

الدلالة الخامسة:

التطور الاستراتيجي الأهم هو وحدة الصف المقاوم بتنوعه” كتائب القسام– سرايا القدس –كتائب ابوعلي مصطفي وغيرهم…من فترة ليست وليدة اللحظة  بل الموقف البطولي  في عموم فلسطين التاريخية ، و دخول فلسطينيي الداخل على خط المواجهة مع تطور نوعي في اساليب الداخل الفلسطيني، وهذا التوحد غير مسبوق منذ عام ٤٨، وله تداعيات عميقة على زيادة القلق الوجودي للدولة العبرية، وانكسار وعد الصهاينة بالإستقرار والهدوء .

الدلالة السادسة : التغير الديمغرافي في التركيبة السكانية بين الفلسطنيين والعرب داخل الارض المحتلة والمحتلين الصهاينة متفوقا لصالح الجانب العربي بمعدل يتضاعف تسع مرات منذ النكبة” حاليا الذين يشكل الفلسطسنيين فيها49,7من السكان”.

الدلالة السابعة:

 استعادة البوصلة لبؤوة الصراع الحقيقة فقد أصبح جليا الآن أن القدس هي بؤرة الصراع،وانها جوهر الحل ولايحق لاحد ان يتصدي وحده للدفاع عنها او يغيير من حقيقة اسلاميتها حتي الفلسطنيين انفسهم فهي ليست قضيتهم وحدهم ولا يمكلمون قرارا فيها بمفردهم وماحدث من تفاعل في عواصم العالم المختلفة ليس اكتشافا جديدا، وإن حدث تهميش للقدس في الخطاب السياسي وفي الفعل النضالي في فترة الضعف التي يمر بها العرب، مايتم الان علي الأرض الفلسطسنية ستكون له تبعات مبهرة في  قلب كل مسلم في العالم.

الدلالة الثامنة:

تكلفة وجود الكيان الصهويني الاستيطاني الذي يتبع سياسة الابارتيد علي العالم تزداد ثقلا وتمثل عبئا زائدا على الضمير الإنساني مع مرور الوقت، والعالم يتغير، وموازين القوة المستقبلية تتبدل وليست لصالح استيطان احلالي ولا لدولة عنصرية كاملة العنصرية ، كما أن دور الوظيفي لدولة الاحتلال  يقل مع تراجع المركزية الغربية، وهذا ما يجعل إسرائيل تزداد فزعا ورعبا بل وعنفا .

الدلالة التاسعة :

 الخوف الوجودي والقلق من المستقبل يصنع حالة من الاضطراب والخوف والارتباك الشديد  الشديد وسء التصرف لدي الكيان الصهيوني ، وكل هذا سيضطر المحتل للجوءالي عنف وحشي. وهو بالضبط ما سيفكك هذا المشروع العنصري قريبا .

الدلالة العاشرة:

 الصورة النهائية والأخبار التي بدأت تترد عن المهاجرين اليهود الذي أتوا من بقاع مختلفة من العالم بدأدوا يفكرون جديافي العودة الي اوطانهم التي هاجروا منها علي وهم حقيقة ارض الميعاد فإذا بالواقع الصخرة التي سوف تتحطم عليها آمالهم آحلامهم.

(المصدر: رسالة بوست)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى