مقالاتمقالات مختارة

مآرب المشككين في السُّنة، وواجبنا؟

بقلم الشيخ علي التمني

للمشككين في السنة مآرب مكشوفة معلومة وهي بلا شك تؤول إلى هدف واضح واحد وهو هدم الإسلام، فالحرب على الإسلام قديمة قدم مبعث النبي، صلى الله عليه وسلم، ووسائل الحرب عليه كثيرة منها التشكيك والطعن في القرآن والسنة، وفي زماننا ظهر الطعن في السنة من أقوام خرجوا من مجتمعات مسلمة، بعد أن كانت في البدء من قبل المستشرقين الذين ليسوا بمسلمين أصلاً، وظهور التشكيك من أناس ينتسبون إلى المجتمعات المسلمة أمر أخطر وأنكى؛ ولذا فعلى العلماء والدعاة والمثقفين أن يواجهوا هذا الخطر الذي يحدق بعوام المسلمين وجماهير الأمة في دينها.

إن من شكك في الحديث النبوي من حيث صحته ووصوله إلينا وإلى من بعدنا إلى قيام الساعة، من مستشرق كافر أو علماني حاقد أو جاهل ضال فهو مشكك في القرآن نفسه ذلك أن الله القائل (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا) وطاعته إلى قيام الساعة، ولذا هيأ الله للسنة من حفظها، فالسنة مع القرآن مصدر الإسلام ومورده، والأمر بطاعة النبي، صلى الله عليه وسلم، ليست خاصة بالصحابة بل للأمة إلى قيام الساعة، وحجة المشككين الضالين إنما هو عدم وصول السنة إلى الأجيال المتعاقبة صحيحة حيث غلب عليها الوضع والكذب والتغيير، وقد هيّأ الله للسنة مَن حفظها مِن العلماء الذين يعدون بعشرات الألوف فوضعوا القواعد العظيمة والصروح المنيفة لتنقية السنة من الكذب والوضع والتدليس وغير ذلك من الآفات وهذا أمر معروف، العالم كله يعرفه ويعرف أنه ما من أمة خدمت سُنة نبيها بالطرق العلمية الصارمة والدقيقة والعبقرية وبالجهود المضنية، كما حفظت وخدمت أمة محمد سنة نبيها صلى الله عليه وسلم بتوفيق من الله وعون وتسديد.

وكيف يكلف الله الأمة بطاعة الرسول، صلى الله عليه وسلم، إذا تلاشى الحديث النبوي أو غلب عليه الكذب ولم يميز صحيحه من سقيمه كما يزعم المستشرقون من يهود ونصارى وملاحدة، ومن العلمانيين والمتشبهين بهم من الضالين داخل الأمة في زماننا، إن هذا من المحال لأن الله لا يكلف بشيء إلا إذا كان قائماً موجوداً، وهذا كله يعني أن الله حافظ سُنة نبيه إلى قيام الساعة كما حفظ القرآن، فلله الحمد والمنة.

(المصدر: موقع تواصل)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى