مقالاتمقالات مختارة

ليلة سقوط “بغداد”

ليلة سقوط “بغداد”

بقلم أ. عبود العثمان

تمرّ اليوم ذكرى احتلال العراق وسقوط العاصمة “بغداد”بيد المحتل الأمريكي في العام/2003/ بالتعاون مع نظام الملالي في طهران وعملائها، من الذين يدّعون انتماءهم لهذا البلد،لكنهم لم يكونوا سوى أجراء لدى المحتلين الإيرانيين والأمريكان.
لقد أعاد هؤلاء العملاء إلى الذاكرة سيرة/ابن العلقمي/ الذي خان بلاده وسهل للمغول احتلالهم للعاصمة بغداد في العام/1258/،بعدها لقي هذا الخائن حتفه ومات شر ميتة على يد من استقدمهم لاحتلال بلاده،وهذا جزاء كل من يخون وطنه.
“بغداد” مدينة “أبو جعفر المنصور” أول خلفاء دولة”بني العباس”،والذين اتسع ملكهم من مطلع الشمس حتى مغربها، ودانت لهم الدول ، وأسقطوا عروشاً وممالك ناصبت دينهم وعروبتهم العداء.
“بغداد” التي ازدهرت فيها العلوم والمعارف حتى باتت قبلة لطلبة الثقافة والعلوم في جوانبها المتعددة، أصبحت بعد ان سرى فيها الضعف ،مطمعاً للكثير من الغزاة، فقد تعرضت للإحتلال ل /17/ مرّة -من “هولاكو المغول” في العام 1258 حتى “هولاكو الأمريكان” في العام 2003- هاهي اليوم تأنُّ من الألم الأشد، بعد ان وطأت ارضها جحافل الفرس بلبوسهم الطائفي البغيض، مدفوعين بحقد تاريخي لم يعد خافياً على أحد.

في ذكرى سقوطها الأخير، نسترجع معاني “الرباط على الثغور”وتحصين الحدود، لقد ثُلم الشرف العربي، وتهاوت قلاع العزة والأنفة، بعد ان تُرك العراق وحيداً يأنُّ تحت وطاة حصار ظالم امتد ل /13/عاماً،عانى منه بلد “البوّابة الشرقية” من ظلم الغرباء وتجبّرهم، لكن المعاناة الأشد كانت من “تضييق الشقيق”و من تنكّر الأصدقاء لهذا البلد الذي وقف منافحاً ومدافعاً عن العرب وكان سدّاً منيعاً أمام الغزاة براياتهم المتعددة والوانهم المختلفة، وقدم في سبيل ذلك كل ما يملك، حتى فقد الكثير الكثير مما يملك، لكنه لم يفقد عزته وعروبته ،وستعود بغداد وتُبعث من جديد، ولو بعد حين.

(المصدر: رسالة بوست)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى