ليلة النصف من شعبان
بقلم أ.د. محمد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
الحمد للّه وحده والصلاة والسلام علی من لا نبي بعده وبعد: فإن لربكم في أيام دهركم نفحات فتعرضوا لها أيها الإخوة والأخوات ومن هذه الأوقات المباركات ليلة النصف من شعبان كما قال ذلك بعض العلماء الثقات والحق يقال: إنه لم يصح في فضل ليلة النصف من شعبان سوی قوله ﷺ: {يطلع اللّه إلى عباده ليلة النصف من شعبان فيغفر للمؤمنين ويمهل الكافرين ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه} وقوله ﷺ: {يطلع اللّه إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن} ومن المعلوم أيها المسلمون أن حديثا شريفا واحدا يكفي لتبيان فضيلة هذه الليلة فما بالكم بحديثين شريفين حسنهما ثلة من جهابذة سادتنا العلماء من القدامی والمعاصرين إضافة لأحاديث أخری ضعيفة يقوي بعضها بعضا؟! ومعلوم لكم أن الحديث إن كان ضعفه يسيرا ويندرج تحت أصل عام فلا مانع من الأخذ به من باب الاحتياط في فضائل الأعمال ولا جرم أنه لم يثبت في هذه الليلة حديث واحد بعبادة خاصة لا بصلاة قيام ولا بأدعية وأذكار مخصوصة ولا بتلاوة آيات معينة من القرآن ولا يومها بصيام! أما من كانت له عادة من صيام أو قيام خلال العام فلا مانع من الاستمرار عليها بشكل فردي لا جماعي في أي زمان أو مكان ومما يجدر ذكره في هذا المقام: أن البشارة في هذين الحديثين قد تجلت في شمولية مغفرة اللّه ربنا المنان التي ينزلها على الأنام والتي هي فرصة لا تعوض لمسح ما ران علی قلب الإنسان من أدران والبعد عن المعاصي والآثام قبل حلول شهر الصيام والحذر الدائم مدی الحياة من خطورة الشرك باللّه ومن آفة الشحناء بين عباد اللّه! قال شيخ الإسلام الإمام ابن تيمية: وأما ليلة النصف من شعبان ففيها فضل وكان في السلف الصالح من يصلي فيها لكن الاجتماع فيها لإحيائها في المساجد بدعة! اللهم بلغنا شهر رمضان وأعنا علی صيامه وقيامه على الوجه الذي يرضيك عنا يا رحمن ويسر لنا شد الرحال لأولی القبلتين وثالث المسجدين الشريفين!