مقالاتمقالات مختارة

ليبيا.. حرب الإبادة وصمت العدالة

ليبيا.. حرب الإبادة وصمت العدالة

بقلم صالح بن عريبي

يا نار كوني برداً وسلاماً على الثوار. هل كان لزاماً على القضاء الليبي أن يقف مكتوف الأيدي ويلتزم الحياد في صراع المعتدي والمعتدى عليه وهل ينبغي للعدالة أن تطأطي رأسها أمام الجبروت والطغيان أم تقف شامخة وتقول كلمتها في وضح النهار؟ في المنطق وفي سنة الله ومقتضى حكمته أن الحق واحد والباطل شتى والظلمات كثير والنور واحد.. وفي السياسة تكون العبرة بالنتيجة لا بالوسيلة والأغبياء والجبناء يقعون في أول فخ! نرى ونسمع عن صراع الخير ضد الشر منذ أن خلق الله الإنسان وبعث الرسل فهل نحن الأن نعيش عصر الهمجية والإستبداد أم فجر الحرية قد بزغ؟ بالله عليكم في أي عصر نعيش؟.. شعب يقتل بدم بارد وقضاء صامت لا ينطق ببنت شفة فالظلم صارخ والحق واضح فا إلي متى ونحن نتجاوز حكم القضاء وإلي متى ونحن نغطي عين الشمس بغربال؟ أصدر أخيراً المجلس الأعلى للقضاء في ليبيا بياناً يعرب فيه بأنه سيقف على الحياد وينأى بنفسه فيما يخص الأحداث الدموية الجارية في ليبيا عموماً والعاصمة خصوصاً فهل يعقل أن يتخلى القضاء عن قول كلمته؟ يا ترى ما هي الدوافع من وراء مثل هكذا قرار؟ هل هو تخوف شخوص المهنة على أنفسهم في حال إنتصار الشر لا سمح الله أم هو إنعدام الوطنية والعجز عن تحمل المسؤولية أم إن العدالة أصلاً موؤودة من زمان ولا حياة لمن تنادي؟ حتى القضاء الدولي لم يسكت على ما يجري في ليبيا والقضاء الليبي في صمت مطبق.. يا إلهي قد إلتبس علينا الأمر فهل لنا في العدالة نصيب لنسترد حقوقنا المسلوبة؟ فيا رجال العدل في بلدي إعلموا أن التاريخ يسجل عليكم صمتكم وسكوتكم على الظلم الصارخ وأعلموا أن دولة الباطل ساعة ودولة الحق إلي قيام الساعة وما النصر إلا صبر ساعة فاصدحوا وافصحوا عن الحق ولو بكلمة واحدة فيكفيكم صمتاً ويكفينا عذاب!

(المصدر: موقع “عين ليبيا”)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى