مقالاتمقالات المنتدى

لو كان يحق لي التصويت في الإنتخابات التركية القادمة (14/5/2023)، لأعطيت صوتي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان

لو كان يحق لي التصويت في الإنتخابات التركية القادمة (14/5/2023)، لأعطيت صوتي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان

 

 

بقلم البروفيسور د. عبد الفتاح العويسي “أستاذ العلاقات الدولية بعدد من الجامعات العالمية ومؤسس المشروع الحضاري المعرفي العالمي لبيت المقدس” (خاص بالمنتدى)

 

في السنوات الماضية (2012 – 2023)، كتبت/تكلمت حول العديد من المواقف والقرارات للقيادة التركية، أبرأت بها ذمتي أمام الله عز وجل، كمسلم أكاديمي مستقل، متخصص في علم العلاقات الدولية. حيث لم استنكف عن قول الحق، وانكار المنكر. فأشدت بمواقف للقيادة التركية، ونصحتها في مواقف، وانتقدتها في مواقف أخرى. فلم أصمت، بل كنت أقوم بمهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بكل صراحة ووضوح، وبدون مجاملات أو تبريرات أو مكياج، وأسمي الأسماء بمسمياتها، بدون اي خوف على الرزق أو الأجل أو الإقامة في تركيا، مسترشدا بقوله تعالى: “الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاَّ اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا” (سورة الأحزاب: 39)…

وإستمرارا في القيام بهذه المهمة الرسالية، وحيث أن البدائل المطروحة على الساحة السياسية الإنتخابية التركية، من أحزاب سياسية وشخصيات سياسية معارضة، تمثل بدائل مدمرة وكارثية، ليس لتركيا بل للمشرق الإسلامي، وحيث أن تركيا أمام استحقاق تاريخي مهم، يجعلها على مفترق طرق، وأمام منحنى مفصلي في تاريخها المستقبلي، وفي ظل هذه الظروف والمعطيات والتطورات المحلية التركية، وكذلك الظروف والمعطيات والتطورات الإقليمية والدولية.

وفي ضوء هذه الحيثيات مجتمعة، لو كان يحق لي التصويت في الانتخابات التركية القادمة (14/5/2023)، لأعطيت صوتي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وأدعو كل من أعرف من زملائي وطلبتي وجيراني الأتراك، وكذلك العرب الذين حصلوا على الجنسية التركية، للتصويت للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لصالح الإستمرار في بناء تركيا القوية، وجعلها قوة إقليمية مهمة، تعدل ميزان القوى المختل لصالح مشاريع استعمارية استراتيحية توسعية في المشرق الإسلامي، والتي تتمثل في مشروعين: المشروع الأول الذي تمثله “الدولة العازل/الكيان الصهيوني”، وأنظمة الاستبداد والاستعباد والفساد والتبعية في المنطقة العربية، والمشروع الثاني الذي تمثله إيران.

فإذا كانت مصر – من ناحية جيوبوليتيكية، حسب النظرية الجيوبولتيكية الجديدة: “نظرية دوائر البركة لبيت المقدس” – تعد “مركز القوة الحقيقة في المنطقة العربية”، فإن تركيا هي “مركز القوة الحقيقة فى المشرق الإسلامي”. بالإضافة إلى إرتباطها التاريخي الوثيق والعميق مع الأرض المقدسة المباركة (بيت المقدس) و”مركز مركز البركة” المسجد الأقصى المبارك، والذي يعود إلى زمن السلطان محمد الفاتح، ولاسيما منذ 1458، اي بعد 5 أعوام من فتح القسطنطينية. وإلى تراث عثماني عمره 400 عام، منذ دخول السلطان سليم الأول إلى المسجد الأقصى المبارك في 30/12/1516 حتى الإحتلال البريطاني في 9/12/1917.

كما أن تركيا حاليا هي الأمل للمسلمين المستضعفين في ظل الظروف الحالية في المنطقة، بعد أن أصبح كل من العراق ومصر دولا فاشلة، وبلاد الشام ولاسيما سورية محتلة من إيران وروسيا وأمريكيا، والأردن واقعة منذ تأسيسها تحت الهيمنة والنفوذ الغربي الكامل.

لكل هذه الأسباب مجتمعة، أدعو للتصويت للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الإنتخابات التركية القادمة في 14/5/2023.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى