لوموند: أثرياء أميركيون يمولون حملات أخبار زائفة بعضها ضد الإسلام
تدعم مجموعة صغيرة من الأميركيين الأثرياء بشكل غير مباشر العديد من مواقع “إعادة نشر الأخبار” والكثير من الحملات الإعلانية عبر الإنترنت في أوروبا، من أجل الترويج لأفكار اليمين المتطرف والتحذير من كل ما هو إسلامي، بحسب ما جاء في صحيفة لوموند فرنسية.
الصحيفة قالت في بداية تقريرها إن الدول ليست وحدها التي تقوم بعمليات التضليل الإعلامي، بل هناك مجموعة صغيرة من المليارديرات الأميركيين الذين يمولون منذ عدة سنوات الجناح اليميني للحزب الجمهوري، ويدعمون حملات لنشر معلومات كاذبة في العديد من بلدان الاتحاد الأوروبي.
وأبرزت الصحيفة أن هؤلاء ليست لديهم فرق كثيرة ولا جيوش من الحسابات الوهمية على فيسبوك وتويتر، لكن أموالهم تسمح لهم بتمويل مجموعات صغيرة من الناشطين وشركات الاتصالات السياسية المتخصصة التي تضاعف أعمالها على الإنترنت من خلال شراء الإعلانات على الشبكات الاجتماعية للترويج لرسالة هذه المجموعة الثرية.
إسلام العصابات
ولفتت لوموند إلى أن الرئيس التنفيذي المشارك لصندوق “رينيسانس تكنولوجيز” روبرت ميرسر، وابنته ربيكا، هما في قلب جهاز الترويج المذكور، مشيرة إلى أنهما من مول إطلاق موقع المؤامرات الشهير “بريتبارت نيوز ” (Breitbart News) الذي يعتبر رأس حربة “اليمين المتطرف” الأميركي وكان من الأدوات المهمة في حملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
لكن الصحيفة نبهت إلى أن سخاء آل ميرسر لم يتوقف عند حدود الولايات المتحدة الأميركية، بل قاموا بتمويل معهد غيتستون (Gatestone) وهو مركز أبحاث تابع للمحافظين الجدد يركز على أوروبا وينشر مقالات بالعديد من اللغات بما فيها الفرنسية، كما استخدموا الموقع الكندي (The rebel Media) المهتم جدا بأخبار القارة العجوز والذي يحظى كذلك بالدعم المالي من الملياردير روبرت شيلمان.
ويمول شيلمان مشاريع كثيرة مناهضة للإسلام، بما في ذلك مركز هوروويتز (Horowitz) الذي تصفه منظمة مناهضة الكراهية (SPLA) بأنه ” شبكة من المشاريع التي تمنح الأصوات المعادية للمسلمين والأيديولوجيات الراديكالية منصة لنشر الكراهية والتضليل الإعلامي”.
ويعد شيلمان أحد أهم الداعمين للنائب الهولندي المعروف بعدائه للإسلام غيرت والدرز، كما يقوم بتمويل العديد من قنوات البروباغندا السياسية في هذا البلد.
وقد قام معهد غيتستون مثلا بتمويل إنتاج فيديوهات في هولندا مناهضة للإسلام، وبالذات “إسلام العصابات” (Gangster Islam).
الصحيفة قالت إن فيسبوك اتخذ بعض الإجراءات ضد مروجي هذه الأخبار الزائفة، وضربت مثالا على ذلك وقفه حسابات المدعو تومي روبينسون يوم 26 فبراير/شباط الماضي على فيسبوك وإنستغرام، وذلك بسبب “انتهاكات متكررة لسياساتنا، ونشر محتويات غير إنسانية ودعوات للعنف ضد المسلمين”.
(المصدر: الجزيرة)