مقالاتمقالات المنتدى

لهذا لن نتخلّی واللّه عن المسری (١)

لهذا لن نتخلّی واللّه عن المسری (١)

 

بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

 

إنّ للمسجد الأقصى المبارك إخوتي الأحباب المكانة السّامية والمنزلة العالية في قلوب جميع المسلمين إلی يوم الدّين للأسباب الآتية:

أوّلا: الأقصی هو مسرى خاتم الأنبياء في رحلتي المعراج والإسراء قال اللّه تعالی: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾

ثانيا: في الأقصی صلّی الصّادق الأمين ﷺ إماما بالأنبياء والمرسلين وبهذا انتقلت وراثة الرّسالات الإلهيّة إلى سيّد البريّة ﷺ

ثالثا: الأقصی هو قبلة المسلمين الأولی قبل أن تتحوّل القبلة إلی الكعبة المشرّفة فعن البراء بن عازب رضي اللّه عنهما قال: كان رسول اللّه ﷺ يصلّي نحو بيت المقدس ستّة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا وكان رسول اللّه ﷺ يحبّ أن يوجّه إِلى الكعبة فأنزل اللّه عزّ وجلّ: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ﴾ فتوجّه نحو الكعبة

رابعا: ثواب الصّلاة في الأقصی مضاعف قال ﷺ: {الصّلاةُ في المَسجدِ الحَرام بمائة ألف صَلاة وَالصّلاة في مَسجدي بألف صَلاة وَالصّلاة في بَيت المَقدس بخمسمائة صَلاة}

خامسا: هو ثالث المساجد التي تشدّ إليها الرّحال قال ﷺ: {لا تُشدّ الرّحال إلّا إلى ثَلاثةِ مَساجد: المَسجِد الحَرام وَمَسجدي هذا وَالمَسجد الأقصى}

سادسا: هو ثاني مسجد بني في الكرة الأرضيّة للعابدين فعن أبي ذرّ رضي اللّه عنه قال: {قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ أَوَّلَ؟ قالَ: المَسْجِدُ الحَرَامُ قُلتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ المَسْجِدُ الأقْصَى قُلتُ: كَمْ كانَ بيْنَهُمَا؟ قالَ: أَرْبَعُونَ ثُمَّ قالَ: حَيْثُما أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ فَصَلِّ والأرْضُ لكَ مَسْجِدٌ}

سابعا: هو أرض المحشر والمنشر فعن مَيْمُونَةَ رضي اللّه عنها مَوْلَاةَ النَّبِيِّ ﷺ قَالَتْ: {يَا نَبِيَّ اللّهِ أَفْتِنَا فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَقَالَ: أَرْضُ الْمَنْشَرِ وَالْمَحْشَرِ ائتُوهُ فَصَلُّوا فِيهِ فَإِنَّ صَلَاةً فِيهِ كَأَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ قَالَتْ: أَرَأَيْتَ مَنْ لَمْ يُطِقْ أَنْ يَتَحَمَّلَ إِلَيْهِ أَوْ يَأْتِيَهُ قَالَ: فَلْيُهْدِ إِلَيْهِ زَيْتًا يُسْرَجُ فِيهِ فَإِنَّ مَنْ أَهْدَى لَهُ كَانَ كَمَنْ صَلَّى فِيه}

ونقول في الختام للمرابطين الكرام: سيظلّ الأقصی في القلب.. يحفظه الرّبّ!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى