“لنذهب لاحتساء الشاي”.. أسلوب السلطات الصينية في ترهيب العلماء
“لنذهب لاحتساء الشاي” قد تكون هذه الجملة أكثر الجمل استعمالا للترحيب بالضيوف، لكنها في الصين إن قالها رجل سلطة لباحث أو عالم أو أكاديمي، فهي تعني أنه في موقف لا يحسد عليه.
يشير تقرير لمنتدى الإنترنت “تينك بيغ” إلى أن هذه العبارة يقولها المسؤولون في الصين عندما يرغبون في استجواب باحث أكاديمي وترهيبه بسبب أبحاثه.
وتوصل باحثون أجروا دراسة عن 500 باحث صيني، إلى أن 10 في المئة منهم أخدتهم السلطات الصينية لـ”شرب الشاي”، حسب ما أفاد التقرير.
وقال 12 في المئة الباحثيين الصينيين إن بعض زملائهم تم الاتصال بهم وسئلوا عن عملهم، وأن ربعهم تقريبا منعوا من الوصول إلى سجلات وثائق، فيما تفاجأ 17 في المئة بانسحاب ضيف أو مصدر كانوا يرغبون في مقابلة، وذلك بطرق غير مفهومة.
ونقل المنتدى عن أحد الباحثين أنه كان رفقة مجموعة بحثية مؤلفة من باحثين صينين وأجانب، يجرون بحثا استقصائيا، حول مواضيع تعتبر حساسة من الناحية السياسية في الصين. وأمضت المجموعة اليوم بأكمله في “شرب الشاي” في ضيافة السلطات الصينية، قبل أن يطلب منهم مغادرة المقاطعة التي كانوا فيها.
ووفقا لتقرير المنتدى، يعرف الأكاديميون في الصين أن عليهم تجنب الخوض في ثلاثة مواضيع هي تايوان والتيبت، وساحة تيانانمن، في إشارة إلى المظاهرات الطلابية التي قمعتها بكين عام 1989.
كما أن هناك سبعة مواضيع أخرى يمنع على المعلمين تعليمها وهي مدرجة في الوثيقة رقم 9، التي يتداولها أعضاء الحزب الشيوعي الصيني، وسربت للعلن في يوليو 2013.
وهذه المواضيع السبعة المحرمة، يشير تقرير المنتدى، هي تلك التي تدعو لتعزز القيم العالمية، وتحث على بناء مجتمع مدني، والليبرالية التحررية، وحرية الصحافة على النمط الغربي، وتدعو إلى “العدمية التاريخية”، وتشكك في إصلاحات الصين وطبيعتها الاشتراكية.
والعدمية التاريخية هي التعبير الصيني الذي يطلق على التشكيك في رواية الحزب الشيوعي للأحدث التاريخية.
وأفاد التقرير أن علماء قاموا بكتابة تقرير يفصل تجارب العديد من العلماء الصينيين مع قمع السلطات، اختاروا له عنوان “العقبات التي تعترض التميز”.”
ويصف التقرير بعض الممارسات القمعية في الأوساط الأكاديمية الصينية مثل استخدام المخبرين الطلاب، بحسب المنتدى.
ويقدم هؤلاء المخبرون تقريرا عن تعليقات وأنشطة الطلاب والمدرسين الآخرين لصالح الحزب الشيوعي.
(المصدر: تركستان تايمز)