مقالات

لندن: مفكرون ودعاة يقيمون دورة “اعمال المقاصد في المجال الدعوي”

يبحث علماء ومفكرون من العالم الإسلامي جملة من المحاور التي تؤرق الدعاة في الغرب، ضمن دورة تدريبية بدأت أمس السبت في لندن تحت عنوان “إعمال المقاصد في المجال الدعوي”.

وفي الدورة -التي تستمر ثلاثة أيام ينظمها المركز الثقافي الإسلامي بلندن ومؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي- تحدث بعض الباحثين عن عهد جديد في علاقة المسلمين بالغرب حيث باتوا جزءا لا يتجزأ من المجتمعات الأوروبية، فيما ركزت الجلسة الأولى على التأطير الفلسفي والعلمي والمنهجي للدعوة في الغرب.

ومن المشاركين في الدورة وزير الأوقاف السوداني السابق الدكتور عصام البشير والمفكر الإسلامي المصري محمد سليم العوا والمستشار بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية في القاهرة الدكتور إبراهيم البيومي غانم.

ورأت الدورة أن إعمال المقاصد في العمل الدعوي والخطاب الإسلامي من شأنه تضييق دوائر الخلاف بين الدعاة وأتباعهم، وتعزيز العقلية المقاصدية، وكسر طرق التفكير الضيقة، مما يعين الغرب على فهم الغايات السامية للإسلام.

وقال مدير المركز الثقافي الإسلامي الدكتور أحمد الدبيان إن أهمية هذه الدورة تكمن في أنها موجهة للأئمة ومديري المؤسسات الإسلامية من أجل تطوير الخطاب الدعوي في الغرب وخاصة في بريطانيا.

وأشار إلى ضرورة فهم التحولات التي يشهدها الغرب وعلاقته بالشرق. وبحسب رأيه فإن الوجود الإسلامي القديم وتدفق اللاجئين مؤخرا للغرب جعلا المسلمين مكونا مهما في الغرب.

ولفت الديبان إلى أنه بينما يتعاظم الخوف من الإسلام في أوروبا، يزيد نطاقه بالمقابل ويتصاعد انتشاره.

الخلل الفكري

وحلت قضية التطرف بطبيعة الحال على مائدة البحث خاصة مع اختزال بعض وسائل الإعلام الغربية للإسلام في تنظيم الدولة الإسلامية.

ورأى المشاركون أن الخلل الفكري للتنظيم بات معروفا لكن التركيز عليه في الإعلام كتنظيم يمثل الإسلام أمر مرفوض ومشكوك في أهدافه.

ورأى وزير الأوقاف السوداني السابق عصام البشير أن الخطاب الدعوي المعاصر يترنح بين أنواع مختلفة، أولها خطاب انتحاري يبدأ بالتكفير وينتهى بالتفجير، وخطاب انبهاري وقع في أسر الاستلاب والتبعية والتغريب، وثالثها خطاب شجاري لا ينمو الا في ظل الخلافات، وصولا للخطاب “الاجتراري” الذي يجتر الماضي ويعيش على خلافاته وقضاياه القديمة.

ورأى أنه من بين كل هذه الأنواع فإن الخطاب المقاصدي الذي “يرتبط بالعصر ويتصل بالأصل” هو الأنجع.

وقال للجزيرة نت إن تفعيل مقاصد الشريعة في العمل الدعوى أولوية قصوى، إذ بلغ عدد المسلمين في أوروبا أكثر من خمسين مليونا، وتحولوا من مهاجرين إلى مواطنين.

وشدد على ضرورة اعتماد خطاب تجديدي في الغرب يصل لمرحلة الشراكة ويزاوج بين استحقاقات المواطنة والحفاظ على الهوية الإسلامية بنفس الوقت.

النهج الوسطي

وحول اتجاهات التطرف والغلو، قال البشير إن هذه الاتجاهات يقابلها نهج وسطي أوسع “لكن الإعلام يركز على التطرف لتشويه صورة الإسلام والمسلمين”.

وتساءل: لماذا يربط التطرف بالإسلام مع أن المتطرفين من كل الأديان؟

من جهته، قال المفكر الاسلامي سليم العوا إن على الدعاة تقديم نموذج علمي ومسلكي يعكس صورة الإسلام الحسنة، مشددا على أنه من أجل الوصول للغرب يجب التخلص من الأمراض الاجتماعية التي جاء بها كثير من المسلمين من مجتمعاتهم.

ودعا المسلمين للتفاعل مع المجتمعات الغربية كمواطنين وليسوا كجاليات، مؤكدا أنه ليس المقصود بالدعوة أن يدخل الناس في الإسلام رغم أن هذا هو الهدف النهائي، بل المقصود القيام بواجب الدعوة على أفضل وجه.

واستشهد بأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقل في حجة الوداع “أدخلوا الناس في الملة” بل قال “بلغوا عني ولو آية”، أي واجب البلاغ .

وبشأن التطرف والغلو، قال العوا إن بعض المسلمين يقدمون مبررات للغرب تزيد من معدل ما يعرف بـ”الإسلاموفوبيا”. ورأى أن استعمال المقاصد في الدعوة يهدف لنزع الخوف من الغرب.

وخلص للقول إن التنظيمات الجهادية في الشام والعراق مخابراتية وتهدف لتشويه صورة الإسلام، وتقديم صورة مغايرة لكل صفاته السمحة.

المصدر: الجزيرة نت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى