مقالاتمقالات المنتدى

لماذا يكره السلفيون الإخوان؟

لماذا يكره السلفيون الإخوان؟

بقلم د. بشير المساري( خاص بالمنتدى)

أليس حماس ينطبق عليها وصف (ولي أمر المسلمين) ويجب طاعتها بصفتها (حاكم) سواء عن طريق الانتخابات أو عن طريق التغلب الذي يؤمن به السلفيون؟.
الجواب ليس الأمر عند (بعض السلفيين) بهذه السهولة فهم يرون أن من حق المتغلب أن يحكم أو المزكى من الشعب أو من أهل الحل والعقد سواء كان صالحا أو فاسدا إلا أن يكون ذلك الحاكم قادما من الإخوان مثل حماس وإخوان مصر أو تونس أو اليمن أو ليبيا فلايعترفون بهم (كولي أمر) ؟؟؟ بل هم في كل الأحوال خوارج مبتدعون سياسيون حزبيون.

في حين يرون في حاكم غير ملتزم مقدوح الولاء ظاهر الفساد ولي أمر المسلمين وتجب طاعته مع أن الله يقول: (ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون).

ولأنهم حرموا أي جماعة السلف على أنفسهم التحزب والانتخابات بخاصة في الخليج فقد بقيت الساحة السياسية عندهم حقوق محفوظة للعلمانيين والليبراليين والعسكر فهؤلاء فقط تجب طاعتهم حتى وإن مارسوا الموبقات جهارا نهارا ومن اعترض عليهم بأي مظهر من مظاهر الاحتاجاج أو نافسهم فهو حزبي سياسي خارجي يجب سحقه ومحقه وخاصة أن يكون ذلك من الإخوان.
طيب فليعتبروا الإخوان فاسدين مثل بقية الفاسدين ومن صعد صار ولي أمر المسلمين؟ الجواب: قولا واحدا أي إخواني يحكم أو لايحكم فهو عدوهم.
وهذا يعني أن المسألة ليست مسألة دين ولا منهج شرعي ولا قانون وضعي البتة بل المسألة تعود إلى سببين رئيسين:

الأول: التجاوب مع موقف الحاكم الذي يكره الإخوان ويحاربهم لأنهم يملكون مشروع حكم منافس.. ولهم أتباع وتأثير في الشارع السياسي فدور السلفية هنا دور حراس المعابد السياسية ذات اللون العلماني المتناغم ومنافستهم تعني الفوضى وخروج على ولي أمر المسلمين المنتمي إلى منظومة الحكم التقليدي المرسوم.

ثانيا- الحقد التنظيمي الأعمى فالسلفية يرون أنهم المدرسة الأحق بقيادة المنهج الفكري والعلمي.. فهم وحدهم الفرقة الناجية وغيرهم إخوان تبليغ سرورية فرق ضالة مضلة ومنحرفة حتى يصل تلبيس ابليس ببعضهم إلى أن يقول إن غيرهم من التيارات الملتزمة أشد خطرا على الإسلام من الكفار لأن أولئك أعداء واضحون أما المبتدع فهو يضل الناس بتدينه ويقع العوام في حبائل تمسحه بالدين..يقول ذلك وهو يرى صلاتهم وصيامهم وحبهم لله ولرسوله لكن كل ذلك لايشفع لهم عند المدرسة السلفية التي أصاب بعضهم الكبر سيما أن هذه المدرسة نبتت في دول النفط والغنى فيرون أن يدهم هي العليا في كل شيء.
ويصل ببعضهم حالة من المرض النفسي والغيرة من الإخوان حدا يتمنون فيه أن اسرررائيل تسحق حماس وتبيدهم لأنهم إخوان أي أصحاب منهج مخالف ويستمتعون بسجنهم والحكم بقتلهم قضائيا بأدنى الشبهات.
بسبب هذه اللوثة التنظيمية تركوا الكيان وتفرغ كثير منهم للهذرمة حول حماس والإخوان مرة بحجة الاستعانة بإيران ومرة بحجة أنهم متحزبون ولقد أفتى أحد هذه العقول الملتاثة بجواز التطهير العرقي لمليونين ونصف من المسلمين الموحدين بغزة لصالح اليهود؟؟ أرأيتم.
ويظهر آخر وهو يعلم أنه لايتصدر المقاومة في الساحة سوى الطائفة المرابطة حماس كتنظيم مؤثر فيقف (كما يقول) مع الشعب الفلسطيني أما حماس فهي منحرفة ويجب تدميرها عند التفرغ لها؟؟ مع تاريخه الدعوي الكبير الذي استفاد الإخوان من علمه ربما أكثر من غيرهم؟ (غفر الله لك يا شيخ).

لقد ترك هذا الوضع الاستثنائي العجيب في مسيرة المرجعية الشرعية هزة في عقيدة الناس .. فمن يصدقوا من؟ ولماذا لابد من فسطاطين ملائكة يمشون على الأرض أو شياطين نبتوا من تحت الأرض؟؟ لماذا لاتكون مجرد مدارس تكمل بعضها بعضا؟؟؟ كيف أصبح اليهودي الغاصب أفضل عند بعض جماعة الصلف هؤلاء من مسلم موحد حياتها كلها في خندق الجهاد والبذل والتضحية يقدمون كل يوم أبناءهم وأموالهم وأنفسهم؟؟
حقا وضع محير.

إقرأ أيضا: فلسطين زاخرة بالعلماء أيها الخميس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى