لماذا نرفض التطبيع؟
بقلم عبد العزيز الفضلي
يتساءل البعض عن السبب وراء رفض الجموع الغفيرة من الشعوب الإسلامية والعربية للتطبيع مع اليهود، رغم الهرولة التي تقوم بها بعض الحكومات العربية.
والإجابة باختصار على ذلك التساؤل هي أولا: التصديق بكلام الله تعالى الذي وصف اليهود بصفات عدة تجعلنا نحذر التطبيع معهم، ومنها، أنهم أشد الناس عداوة «لتَجِدَنَّ أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا».
ولأنهم أكثر الناس نقضا للعهود «أو كُلّما عاهدوا عهدا نَبَذَهُ فريق منهم».
ولأنه لن يرضيهم إلا أن نكون تبعا لهم «ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تَتَّبِع مِلّتهم».
ثانيا: خيانتهم وغدرهم بالمسلمين في المدينة المنورة خلال العهد النبوي، مما جعل الرسول صلى الله عليه وسلم يطردهم منها وهم «بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة»… ولكل قبيلة من هؤلاء قصة في الغدر والخيانة، يمكن الرجوع لها في كتب السيرة.
بل ومن أسوأ فعالهم، قيام يهودية من أهل خيبر بتقديم طعام فيه شاة مسمومة إلى النبي عليه الصلاة والسلام بعد فتح خيبر، فأكل منها، ومات في آخر حياته متأثرا من سمها.
ثالثا: إثارتهم للفتن في عهد الخلفاء الراشدين، ومنها دور اليهودي «ابن سبأ» في إشعال الفتنة بين المسلمين في عهد علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما.
رابعا: دور اليهود في التآمر على الدولة العثمانية وإضعافها ومن ثم إسقاطها، من خلال الدور المشبوه الذي قام به «يهود الدونمة».
خامسا: التاريخ الحديث الذي يؤكد قدرة اليهود على التغلغل داخل المجتمعات التي يتواجدون فيها، والسيطرة والاستحواذ على أخطر سلاحين وهما المال والإعلام، ومن ثم تسخيرهما في إيصال من يريدون إلى سدّة الحكم من أجل تحقيق أهدافهم.
وأكبر مثال لا تخطؤه العين، هو دور اللوبي الصهيوني في تحديد شخصية الرئيس القادم في كل تنافس على الرئاسة في الولايات المتحدة الأميركية، ومن المعلوم أن كل رئيس أميركي جديد يتعهد المحافظة على أمن إسرائيل، وبالتفوق العسكري لها على جميع الدول المجاورة.
سادسا: لا يتورّع اليهود عن استخدام أسوأ وأقبح وأقذر الوسائل من أجل السيطرة على الدول التي يتواجدون فيها، سواء بشراء الذمم، أو بإيقاع الشخصيات المستهدفة في أوضاع غير لائقة وتصويرهم، ومن ثم استخدام تلك اللقطات في ابتزازهم للحصول على مواقف داعمة لمخططاتهم.
سابعا: للصهاينة هدف يسعون لتحقيقه، أعلن عنه «شامير» – رئيس وزراء إسرائيلي سابق – بقوله «إن إسرائيل الكبرى من البحر إلى النهر هي عقيدتي وحلمي، ومن دون هذا الكيان لن يكتمل الصعود إلى أرض الميعاد».
وأخيرا: التطبيع هو اعتراف للصهاينة بحق الوجود على أرض فلسطين، مما يعني التفريط في القدس والأقصى، وتضييع لدماء الشهداء، وحرمان لمئات الآلاف من اللاجئين والمهجّرين الفلسطينيين من العودة إلى ديارهم.
فما رأيكم يا سادة بعد قراءة كل هذه الأسباب: ألا ترون أن الشعوب العربية والإسلامية محقّة، في رفضها التطبيع مع الصهاينة؟
(المصدر: صحيفة الراي الالكترونية)