لماذا ربط أردوغان بين إحياء آيا صوفيا وحرية الأقصى؟
بقلم حمزة تكين
في كلمته التاريخية، مساء أمس الجمعية، بعيد القرار القضائي التركي بفك أغلال مسجد «آيا صوفيا» في إسطنبول التركية، ذكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فكرة هامة أثارت المتملقين من جهة والجماعة «الكلاس» الذين يفهمون بكل شيء من جهة أخرى.
تتلخص الفكرة عندما بشر أن إحياء مسجد «آيا صوفيا» من جديد هي بشارة نحو عودة الحرية لـ«المسجد الأقصى»، لينهال عليه مباشرة المذبذبون بالتخوين والاستهزاء وحتى الشتائم معبرين عما يجول في قلوبهم من حقد وضغينة على تركيا وهذا الرئيس.
لم يفهم هؤلاء الرسالة التي أراد أردوغان إيصالها من هذا الربط، ولم يقرؤوا جيدا أن أردوغان لم يقل بعد إحياء «آيا صوفيا» سنتوجه غدا لتحرير «المسجد الأقصى»، لأنني على يقين لو فسدت العلاقات التركية مع الاحتلال الإسرائيلي بشكل نهائي وقرر أردوغان تحرير «المسجد الأقصى» بالجيش التركي، ستقف أمامه جيوش عديدة تعلمونها كلكم، وسيبقى جيش الاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين المحتلة «يفصفص البزر» لتعذر وصول الجيش التركي له.
وبالتالي من يقول لأردوغان «لماذا لا تحرر فلسطين».. لماذا لا تحررونها أنتم، وأنتم 23 جيشا؟!
ولمن يقول لأردوغان «أنت تتاجر بفلسطين والقدس».. لماذا لا تتاجرون مثله تجاه شعب فلسطين من دعم سياسي وإعلامي وإغاثي وطبي وتنموي وتعليمي.
أنتم لمجرد دعم تركي بهذه الأبواب لم تتركوا بابا إلا وهاجمتم منه أردوغان، فكيف إذا كان الدعم التركي لفلسطين عسكريا؟ هل وصلتكم الرسالة أيها الخونة، أيها المتملقون، أيها الإعلاميون محبو الشهرة والأكشن أيها «الجماعة الكلاس».
لنعود لمسجدنا العظيم المبارك «آيا صوفيا» وربط إحيائه بالحرية لـ«لمسجد الأقصى»، الرسالة واضحة ولكنكم عن حقد تحرفونها، والرسالة تقول أن الأمة التي توحدت مشاعرها العظيمة عند كسر أغلال «آيا صوفيا» سيأتي اليوم وتتوحد لتحرير القدس و«المسجد الأقصى»، أردوغان يتكلم عن أمة عظيمة قوامها أكثر من مليار ونصف مليار مسلم، ولم يكن يتكلم أنه سيذهب بجيشه بعد الصلاة في آيا صوفيا لتحرير «المسجد الأقصى».. فهود يدرك حاليا أن الخونة كثر.
الخونة كثر جدا.. مجرد إعادة «آيا صوفيا» إلى مسجد أقمتم الدنيا ولم تقعدونا شتما وتخوينا وسبابا ولعنا، فكيف إن حرك جيشا لتحرير «المسجد الأقصى» من المحتلين أسيادكم الصهاينة؟!
أردوغان كان يرسل رسالة للمسلمين جميعا أن أمتنا يوم فتحت القسطنطينية وأصبح آيا صوفيا مسجدا بعد أن باعه الرهبان البيزنطيون، استطاعت أن تحمي «المسجد الأقصى» من الحملات الصليبية الإرهابية، ويوم أن ضاع «آيا صوفيا» من الأمة وخفت صوت التكبير فيه ازداد الحصار والاحتلال على «المسجد الأقصى»، واليوم عندما عاد آيا صوفيا حرا فهي بشارة معنوية أن الأمة وصلت لمرحلة جديدة من القوة «رغم كل الخونة الذين يدعون الانتماء إليها» التي ستوصلنا في نهاية المطاف و«قريبا» لإعادة الحرية لـ«المسجد الأقصى».
ولكن هل من فهيم يفهم؟!
(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)