لماذا التفكير في مشروع إعادة الهيكلة للحركة الإسلامية؟
بقلم عبد المنعم اسماعيل
التفكير في مشروع إعادة الهيكلة للحركة الإسلامية لم يأتي لمجرد محبة البحث العلمي أو استجابة لضغوط في الواقع بل جاء لأمور:
لتحقيق العبودية لله عز وجل خاصة في إعادة قراءة الواقع بعد التاريخ لتصحيح الأخطاء وإعادة ترتيب الأهداف ولوضع منهجية استثمارية للاتباع بعيد عن عشوائية العمل التي أورثتنا تجارب كثيرة تضحيات أكثر نتائج اقل بكثير من التوقعات.
ومما دعانا إلى فكرة إعادة الهيكلة للحركة الإسلامية كثرة النزاعات بين الشركاء .
تعدد المدارس العاملة على الساحة ويا ليته تعدد أورثنا قوة بل أظهر خللا في البناء الجامع للجميع ولذلك وجب علينا التفكير في المراجعات وإعادة الاصطفاف لتحقيق الهيكلة للتجمعات الثقافية داخل جغرافيا البلاد الإسلامية والنصرة التامة للمفاهيم الكلية التي تجمع داخلها كيانات إسلامية تتحمل مسؤولياتها بوعي وحكمة ومنهجية راسخة تدرك حقوق الأمة وحقوق مكوناتها .
كثرة التجارب فقد تجاوزت العشر تجارب منذ سقوط الخلافة 1924 إلى 2013 مرورا بعقود التحرير من المحتل الأبيض.
ثم بداية الغزو الروسي لأفغانستان والشيشان وتعدد المدارس الدعوية والجهادية ثم مشكلة الشام. والعراق ولبنان وليبيا ومصر، واليمن والجزائر وغيرها الكثير .
والنتيجة كما هي لا الأرض حررنا ولا الشريعة أقمنا ولا الدماء حافظنا ولا الدعوة قمنا بها كما يوازي منهجها الجامع بل تم التأسيس لبنيان العشوائية حتى تصارعت الكيانات الاخوانية والسلفية حول مسميات حادثة وأحداث كل رآها بمسمى خاص حسب زوايا رؤيته فكانت الكيانات العلمية الإصلاحية تشكل اكبر عوائق التلاقي حيث مجلس شورى علماء هنا ومجلس شورى علماء المسلمين هناك وهيئة لكبار العلماء في مسمى ثالث ورابع وخامس داخل كيان الحركة الإسلامية المعاصرة أليس من الحكمة التفكير في مشروع إعادة الهيكلة لهذا الكيان ؟
العمل الدعوي والعمل السياسي رأينا خلطا عجيبا فكثير من التنظيمات لم تفرق بين المهمتين أو جعلت من يصلح للدعوة يصلح للسياسة بلا إعداد أو تحقيق لمنفعة يقينية بعيدا عن أهواء مجالس الإدارات المتنوعة المتعاونة وهم قلة والمتصارعة المتنازعة في واقعها .
ألسنا ابناء امة ودين امة بها عقول متنوعة ودين له مذاهبه المعتبرة فلماذا لا نعود لكليات المفاهيم التي تجمع فروع المفاهيم المتجددة لصيانة أمة من. نزغ رموز التفرق ودعاة الهلاك البيني .
نمتلك نصوص الاعتصام وعلماء من كافة الأطياف ونمتلك تاريخ وتحديات معاصرة ووعد رباني بالنصر فلماذا لا نسير نحو مشروع إعادة الهيكلة للحركة الإسلامية ومن ثم نحقق تلاقي يساهم في بقاء الأمة على التوازي من الهدف أو الخطر القادم أو القائم.
(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)