مقالاتمقالات مختارة

لماذا التطبيع؟ ومن أجل من؟ (3 – 6)

لماذا التطبيع؟ ومن أجل من؟ (3 – 6)

بقلم سامي راضي العنزي

نكمل حديثنا، أيها القارئ الكريم، ونقول بداية: لماذا لا نعلنها بوضوح أن حربنا مع صهيون الماسون العلمانية حرب عقائدية ودينية؟!

نعم.. لماذا؟

هل مرفوض شرعاً إعلان ذلك؟

أم يا ترى مرفوض عرفاً وأخلاقاً؟!

أم هو محظور أممياً وتنظيماً عالمياً يحرم ذلك الإعلان ويجرمه ويدرجه حينها تحت الإرهاب والقتل؟!

من حقنا أن نقول لجميع الدول العربية والإسلامية: يجب عليكم إعلان ذلك، لماذا نخشى أن نعلنها أنها حرب دين وعقيدة؟ وما المغزى من إبعاد العقيدة والإسلام من وعن ميدان العمل والمعركة والمواجهة؟

أنا شخصياً ما أرى إبعاد العقيدة والدين عن الميدان إلا نصرة لليهود والعلمانيين المنافقين، وما أراه إلا تراجعاً في طاعة الله تعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم.

إن إبعاد الإسلام والعقيدة من وعن ميدان المعركة فكرياً وتربوياً وعسكرياً هو مقدمة استباقية لهزيمة الأمة، شاء من شاء وأبى من أبى.

نعم أيها القارئ الكريم، فالعقيدة لا يمكن أن تواجَه بالقومية والقومجية، العقيدة تحتاج إلى عقيدة صحيحة لتفلها وتدحرها، وتظهر باطلها وعوارها في كل ميدان، وإلا سنكون الخدم والتبع الذين لا شرف لهم ولا قيمة، كما بيَّن ذلك كتاب الله تعالى: (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) (البقرة: 120)، نعم تكون تبعاً لهم ويستصغرون عقلك أيها الخادم التابع.

ومن الدليل على استصغار العقول ما طرحه الرئيس الأمريكي ترمب قبل أيام في قضية صناعة الدين الثلاثي الجديد الذي يدمج بين اليهود والنصارى والإسلام، وأطلق عليه “الإبراهيمية” أو “العقيدة الإبراهيمية” نسبة لسيدنا إبراهيم عليه السلام، ولا شك حينما نقف أمامهم بالقومية والعلمانية والليبرالية ستنطلي حينها علينا هذه الألعاب والسفاهات، ومن ثم نتبع اليهود والنصارى عبيداً لهم، والسلفية المزيفة تفتي حينها بجواز ذلك، ومن لم يتبع اليهود والنصارى فسيكون حينها من الخوارج، ويحل قتلنا وهنيئاً لمن قتلنا، ستفتي تلك العقول التي تدعي السلفية -وهي السفلية لا السلفية- أن اليهود والنصارى ولي أمر، لا يجوز الخروج عليه! فهذه هي ضآلة عقولهم كما نعايشها محلياً وإقليمياً وعالمياً.

نعم خطاب الآية للنبي صلى الله عليه وسلم -(وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى)- لكنه مطلق الزمان ماضياً ومستقبلاً، ويكفينا استدلالاً على ذلك “لن ترضى”؛ أي الخطاب أيضاً للأمة مستقبلاً، وهنا يعلم العدو الصهيوني مغازي الآية أكثر من بعض دعاة المسلمين، فلذلك عمل التنظيمات والفرق التي مع مرور الزمن تعمل لإيقاف مفعول “لن” المستقبل، ومن ثم تجعل المسلم مطبعاً على أن يكون خادماً تابعاً للصهيونية الماسونية العلمانية المنافقة.

فهذه عقيدتهم مهما عملت لهم، ومهما خنت دينك وأمتك، فأنت لا ترتقي كعب شعب الله المختار بالنسبة لهم، فأنت خادم، وبالأصل أنت “نطفة حصان!” حسّن الله شكلك وجمّله بشكل الإنسان إكراماً لشعبه المختار!

إذا كان حديثنا حول اليهود والكيان الصهيوني مهماً، فاليوم نحن بحاجة أكثر من السابق حديثاً وتفصيلاً عن يهود وتنظيماتهم ومخططاتهم بعد ما رأينا من تطبيع وحركة غريبة، وأقوال ثناء على التطبيع مع عدو مغتصب، ولا يرى من يستحق أن يكون إنساناً سوى شعب الله المختار الذي خلق الله الدنيا من أجله!

أرى أنه من الواجب الشرعي والدعوي والعقلي والمنطقي والإنساني أن نبين هذا العدو لأجيالنا وعوام أمتنا، وبالتفاصيل ما دق من فكر العدو وعقيدته وما عظم، ليدرك من له عقل وإن كان يسيراً أن التطبيع لا يخدم إلا اليهود ودولتهم العالمية، وأعني التطبيع بكل أنواعه منذ بدايات تنظيمات صهيون حتى تطبيع اليوم الذي نعايشه، وإن تنوعت ألوان هذا التطبيع طرحاً وفكراً وآلية، إلا أن الهدف منه السيطرة على فلسطين منذ القدم لتكون هي منطلق دولتهم العالمية التي تسيطر على المخلوقات ذات الأصل الحيواني حسب عقيدتهم، التي ما وجدت هذه المخلوقات إلا لخدمتهم، أو لتقديمهم قرابين لدعوتهم وإنسانيتهم بوصفتهم شعب الله المختار!

نعم أيها القارئ الكريم، ها أنا أنقل لك نقولات وأعرضها عليك، وانظر كيف تتوافق قلباً وقالباً على الهدف بين قائليها وتنظيماتهم، وإن كانت أحياناً تدعي التباين والاختلاف ظاهراً وتمويهاً على “الجويم” كما تدعي، والعدو ما عمل بها وأقامها وأسسها كأفكار ومناهج إلا من أجل الوصول إلى هدفه وإحباط المسلمين، بل إلغاء الأديان ما عدا اليهودية التوراتية التي تبقى لتدير الدولة العالمية التي يسيطر عليها حاخاماتهم، ولا ينبغي أن نستصغر المعلومة، فالعدو يعمل بنفَس طويل أطول مما نتصور، ويعمل ببناء تراكمي فكري وعملي لا يستفز المقابل آنياً ولكنه مع مرور الزمن يكون جبلاً متراكماً تصعب إزالته ومواجهته!

نتوقف بما عرضناه في هذه السطور، ونبدأ بسطورنا القادمة بإذنه تعالى في النقول التي وعدناك بنقلها أيها القارئ الكريم، لترى وحدة المنهج والفكرة والعقيدة والتنظيم بين مجاميع وجماعات، تدعي أنها لا علاقة بينها في حربها على الإسلام والمسلمين وهي الكذوبة!

[اجمعها مع بقية المقالات ستكون لديك معلومة متكاملة جيدة].

(المصدر: مجلة المجتمع)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى