للغرب وجهان متناقضان
بقلم د. فؤاد البنا
الوجه الحضاري الجميل والوجه الاستعماري القبيح، ويستخدم أصحاب البعد الاستعماري جمال الوجه الحضاري لإخفاء قبح وجههم الاستعماري، وقد اجتهد صناع الاستراتيجيات في صنع بيئة مناسبة لتعايش الوجهين داخل منظومة واحدة!
ويبدو أن غ.ز.ة قد نجحت بامتياز في دفع الوجه القبيح للظهور على حقيقته من دون أي تجميل، حتى رأينا أناسا يتشدقون بحقوق الإنسان متخندقين باستماتة مع من قتلوا وجرحوا حتى الآن أكثر من ١٠٠ ألف مدني معظمهم من النساء والأطفال بأفتك أسلحة القتل والتدمير، بل وأسهموا في تجويع وترويع قرابة مليونين ونصف المليون غزاوي!
وما زال كثيرون ممن يحملون أرواحا صليبية يرون أن كل هذه الجثث وكل هذا الدمار لسائر مقومات الحياة في واحة العزة، إنما هو دفاع مشروع عن النفس، بينما صار أسر مائتين من المحتلين لأرض الغير، إرهابا ظلاميا ووحشية همجية تستحقان تدمير الحجر والشجر وقتل البشر من دون حدود أو ضوابط أو خطوط حمراء!