مقالاتمقالات المنتدى

للشيخ المنشاوي وقفات وسكتات بديعة في تلاوته

للشيخ المنشاوي وقفات وسكتات بديعة في تلاوته

 

بقلم أ. محمد إلهامي (خاص بالمنتدى)

 

منها أنه وقف عند قوله تعالى {وكأين من نبيّ قُتِل}، ثم استأنف بقوله {معه ربيون كثير، فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا}

وهذا الوقف جعل للآية معنى جديدا.. بل قد جعل لها المعنى الأوفق والأنسب لسياق الآيات!

في قراءة حفص المشهورة وأغلب القراء جاءت الآية هكذا {وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير، فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا}

والمعنى هنا واضح: كم من الأنبياء قاتل، وقاتل معه صحابته، فما وهنوا لما أصابهم في هذا القتال من الجراح والتعب والمشقة وما أصابهم فيه من القتل، فكل هذا في سبيل الله، وما ضعفوا، وما استكانوا.

وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب الآية بلفظ (قُتِل).. فصارت الآية هكذا {وكأين من نبي قُتِل معه ربيون كثير فما وهنوا … الآية}

وهذا معنى آخر، فهنا كانت مصيبة النبي وصحابته ما أصاب هؤلاء الصحابة من القتل.. فالنبي هنا قد قُتل معه في المعركة صحابة كثيرون، ومع ذلك، فلم يجزعوا لهذا القتل، ولم يصبهم الضعف ولا الوهن ولا الاستكانة.. بل سار اللاحقون على خطى شهدائهم.

وأما هذه الوقفة العجيبة من هذا الشيخ المنشاوي العجيب، فجعلت للآية معنى آخر أيضا..

لقد سكت عند قوله تعالى {وكأين من نبي قُتِل}.. وهذا النبي له صحابة كثيرون، ومع ذلك فإنهم لم يجزعوا لمقتل النبي، ولم يهنوا ولم يضعفوا ولم يستكينوا.. بل واصلوا الطريق بعد مقتل نبيهم!!

{وكأين من نبي قُتِل} ثم واصل {معه ربيون كثير، فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا}

وهذا المعنى العجيب هو الأنسب والأوفق لسياق الآيات، ولأسباب نزولها.. فهذه الآيات نزلت تلوم بعض المؤمنين الذين تركوا القتال لما سمعوا خبر مقتل النبي -صلى الله عليه وسلم- في أحد!

ولذلك قال الله لهم {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفإن مات أو قُتِل انقلبتم على أعقابكم؟!}

وقال لهم {وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله، كتابا مؤجلا}

ثم قال لهم هذه الآية.. {وكأين من نبي …}

رحم الله الشيخ المنشاوي.. وعلمنا وإياكم هذه المعاني المكنوزة في الآيات والقراءات.. ورزقنا شهادة في سبيله!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى