لقد اشعرتني بالضعف يا نشمي
الدكتور عبد الله المشوخي. (خاص بالمنتدى)
عندما أقرأ خبر استشهاد بطل نشميٍٍ بعد أن قتل ثلاثة من الصهيانة الغاصبين.
وعندما اسمع أن بطلا من أبناء الضفة الغربية قام بعملية في قلب تل أبيب ثم استشهد على إثرها أسأل نفسي عدة اسئلة منها :
يا ترى هل هذا البطل النشمي الأردني متزوج؟
هل لديه أبناء ؟.
هل لديه والدان؟.
هل كان يعلم أنه سوف يستشهد بعد عمله البطولي؟.
وبالنسبة لبطلنا من الضفة الغربية أسوق نفس الأسئلة السابقة وأضيف عليها هل كان يعلم علم اليقين أن بيته سوف ينسف من قبل الاحتلال النازي المجرم؟.
أمثال هؤلاء الأبطال أشعروني بضعفي وقلة حيلتي أمام قوة بأسهم وإرادتهم وشموخهم.
أشعروني أنني ما زالت أتعلق بحطام الدنيا ومتاعها الزائل.
أشعروني أنني ما زلت أتعلق بزوجة وأبناء وأموال وحياة مرفهة بخلاف هؤلاء الأبطال.
أشعروني أنني ما زلت أثّاقل إلى الأرض بينما هم حلقت أرواحهم نحو المجد نحو السماء نحو العلا .
هؤلاء اشتروا الحياة الآخره …. اشتروا الجنة ونعيمها .
هؤلاء يذكرونني بالصحابي الجليل عمير بن الحمام رضي الله عنه عندما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر يقول: قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض .
فقال: يا رسول الله جنة عرضها السماوات والأرض ؟
قال: نعم. قال: بخ بخ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما حملك على قولك .
قال: لا والله يا رسول الله إلا رجاءة أن أكون من أهلها .
قال : فإنك من اهلها. فأخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منها ثم قال لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة.
قال : فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل .
هكذا هي النفوس عندما تسمو إلى العلا .
عندما تشتاق إلى الجنة تشعر ان مجرد أكله تمرات لا يستغرق بضع دقائق بمثابة عائق زمني أمام دخول الجنة.
كذلك شأن أبطالنا شوقهم للجنه دفعهم لنيل شرف الجهاد شرف الاستشهاد غير عابئين بكل مغريات الدنيا فقد زالت من حساباتهم كل مغريات الدنيا فلا زوجة ولا أبناء ولا آباء ولا بيت ولا مال ولا جاه ولا شيء كل ذلك هان أمام وعد الله الذي أعده للمجاهدين في سبيل الله .
لذلك أجد نفسي صاغرا أمام عمالقة كبار باعوا انفسهم رخيصة في سبيل الله .
أسأل الله أن يثيبهم خير الثواب وأن يغفر لنا تقصيرنا وحرصنا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين