
لست نبيا ولكن تستطيع أن تكون مع الأنبياء يوم القيامة
بقلم د. بشير المساري( خاص بالمنتدى)
بشارتان:
البشارة الأولى: أن لك أن تختار درجتك ليوم القيامة بما هو في متناول يدك وهو (العمل) قال تعالى: (ولكل درجات مما عملوا) ربط الدرجات بالعمل وبه تستطيع الوصول إلى الدرجات العلى قال ربنا: (ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى).
إلى أن تكون مرافقا للأنبياء يوم القيامة بأدلة الكتاب والسنة
ففي صحيح مسلم عن ربيعة بن كعب الأسلمي خادم رسول الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لي: (سَل) فقلت “أسألك مرافقتك في الجنة” قال: (أو غير ذلك؟) قلت: “هو ذك” قال: (فأعني على نفسك بكثرة السجود).
إذا مسألة مرافقة الأنبياء متاحة لكل عبد وكثرة الصلاة ممكنة لمن يطمح إلى ذلك .. قال المولى تعالى: (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا).
اشترط المولى مطلق الطاعة وقيدها الحديث بكثرة السجود .. والصلاة هي ذكر .. فالذكر يشمل الصلاة وقراءة القرآن الدعاء والاستغفار وكل ما فيه ذكر الله وحضوره..والله يقول (ولذكر الله أكبر) أي أن بلوغ أعلى المراتب في الجنة ليس مرتبطا بأعمال خارقة لايدركها عامة الناس .. كفتوحات الملوك .. وصنائع معروف الأغنياء .. وبلاءات المجاهدين فهذا فضل والفضل زائد عن العدل بين العباد .. فالعدل أن يتاح لكل مؤمن المنافسة على أعلى المنازل ولا شك أن الصلاة وذكر الله مقدور عليه من الجميع.
وهذا متوافق مع السباق الذي أطلقه الله للجميع: (سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض) فلا سباق مع فئة خاصة مغلقة لامجال للوصول إليها، نعم الأنبياء حسم مقامهم فهم في أعلى الدرجات ولكن ترك الشرع السباق إلى أعلى المنازل مفتوحا.
وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم:”إذا سأَلتُمُ اللهَ فسَلوه الفِرْدَوسَ، فإنَّه وَسَطُ الجنَّةِ، وأعلى الجنَّةِ، وفوقَه عَرْشُ الرحمنِ” أخرجه البخاري.
فالحديث يفتح أعلى الجنة لمن أراد أن يعلي الهمة ويدركها.
البشارة الثانية:
قد تصل الزوجة المؤمنة أو الزوج المؤمن إلى أعلى المراتب في الجنة لإيمانها، وصلاحها، وصدقاتها.. غير أن رصيد زوجها قد يكون أقل منها ولايؤهله إلى بلوغ مقامها أو العكس.
فهل سيفرق العمل بينهم ويثبت كل واحد في منزلته المستحقة بالكسب الشخصي؟
الجواب من فضل الله أن الأقل سيلحق بالأكثر ولن ينقص من درجة الأكثر شيئا قال تعالى:{ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَٱتَّبَعَتۡهُمۡ ذُرِّیَّتُهُم بِإِیمَـٰنٍ أَلۡحَقۡنَا بِهِمۡ ذُرِّیَّتَهُمۡ وَمَاۤ أَلَتۡنَـٰهُم مِّنۡ عَمَلِهِم مِّن شَیۡءࣲۚ كُلُّ ٱمۡرِىِٕۭ بِمَا كَسَبَ رَهِینࣱ }
[سُورَةُ الطُّورِ: ٢١].
ما ألتناهم: أي ما أنقصناهم، وليس الأمر متوقفا على الزوجين بل ويشمل الذرية..
وختمت الآية بقوله (كل امرىء بما كسب رهين) أي أن لحوق الأدنى بالأعلى هو بفضل من الله لا بالعمل الذي هو الأصل في تحديد المنزلة.
من هنا على الزوجة أو الزوج ألا تتسخط ولا تتذمر من انشغالها بترتيب حياة زوجها المنشغل بالطاعات والقربات وفضائل الأعمال بحجة أنه يكسب الأجر ولا تكسب هي فعمل أحدهما في ذلك اليوم يشمل الجميع (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم).
إقرأ أيضا:إلى الذين تظاهروا في غزة