مقالاتمقالات المنتدى

لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق

لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق

 

بقلم أ.د. محمد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

ذكرت كتب السّيرة النبويّة: أنّ الرّسولَ ﷺ بَعثَ جَيْشاً وَأَمَّرَ عَلَيْهِم رَجُلاً فَأوْقَدَ نَاراً وَقالَ: ادْخُلُوهَا فَأرَادُوا أنْ يَدْخُلُوهَا وَقالَ آخَرُونَ: إنَّما فَرَرْنَا مِنْها فَذَكَرُوا ذلِكَ لِلرّسول ﷺ فَقالَ لِلَّذِينَ أرَادُوا أنْ يَدْخُلُوهَا: {لَوْ دَخَلُوهَا لَمْ يَزَالُوا فِيهَا إلى يَوْمِ القِيَامَةِ} وَقالَ ﷺ لِلْآخَرِينَ: {لا طَاعَةَ في مَعصِيَةِ إنَّما الطَّاعَةُ في المَعروفِ} ومن المعلوم أيها المرابطون أنّ من أصول دين الإسلام: {لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق}! ويدخل تحت هذا الأصل جميع من أمر بطاعة أحد من الناس فيجب على المرأة طاعة زوجها في غير معصية اللّه ويجب على الابن طاعة والديه في غير معصية اللّه ويجب على الموظف والشرطي طاعة مديره في غير معصية اللّه ويجب على المواطنين طاعة المسؤولين في غير معصية ويجب علی الرعاة والرعية أن يتحاكموا إلی دين ربّ العالمين والمراد بقوله ﷺ: {إنَّما الطَّاعةُ في المَعروفِ} أي ما لا يتعارض مع الكتاب والسنّة لقد نهی الرسول ﷺ عن طاعة أيّ مخلوق كان في معصية الرحمن حتى وإن كان السلطان أو من أصحاب الشأن ومن المعلوم أنّ جميع النصوص الشرعية التي وردت في وجوب طاعة الرعيّة هي لمن حكم منهم بالشريعة الإسلاميّة وليست طاعة مطلقة إجباريّة وإنما هي مقيّدة بما لم يكن فيها أيّ مخالفة لأوامر ربّ البريّة أو أوامر رسوله خير البشريّة ﷺ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} وينبغي أن نذكّر في هذا المقام بأنّ اللّه لم يقل: [وأطيعوا أولي الأمر] بل قال: {وَأُولي الْأمْرِ مِنْكُمْ} لأنّ طاعة اللّه ورسوله مطلقة أمّا طاعة ما سواهما فمقيّدة بما لا يتعارض مع الأحكام الشرعيّة ونلاحظ أنّ اللّه قال: {وَأولي الْأمْرِ مِنكُمْ} أي من أمّة المسلمين وليس من اليسار أو اليمين أو العلمانيّين أو السيداويّين! وأهمس في هذا المقام في أذن كلّ موظف: ايّاك يا عبد اللّه أن تكون سببا في ظلم أو إهانة أو تعذيب أيّ مواطن حتى لو كلّفك المسؤول بذلك (فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)! ولن يغني عنك مديرك من ربّك شيئا بل سيتبرأ منك في الدّارين والظلم مرتعه وخيم وهو ظلمات يوم الدّين وكما تدين تدان ولو بعد حين إني لك من الناصحين إننا نقول بالمختصر: للّه درّ الفاروق عمر حين قال لعامله عمرو: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟! إننا نناشد جماهيرنا الأبيّة والأمّة الإسلاميّة عدم حرف البوصلة عن معاناة الصابرين المرابطين المنكوبين بغزة هاشم الأبيّة!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى