لاتعترض على الله تعالى !!(٧)
بقلم الشيخ علي القاضي (خاص بالمنتدى)
٠إن علاقة المسلم الصادق بربه علاقة قوية تقوم على الحب العظيم الذي يقدم حب الله على النفس والأهل والدنيا كلها وعلى الثقة المطلقة بعلمه ورحمته وحكمته سبحانه، وعلى التوكيل والتفويض المطلق لله تعالى في كل شيء لذلك لا يتهم المسلم ربه الرحمن الرحيم الحكيم في أي أمر نزل به فقلبه مهتد لذلك قال تعالى ﴿ما أَصابَ مِن مُصيبَةٍ إِلّا بِإِذنِ اللَّهِ وَمَن يُؤمِن بِاللَّهِ يَهدِ قَلبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ﴾ التغابن: ١١
فهداية القلب تعني التسليم لله تعالى في أقداره المؤلمة وهي ثمرة الإيمان الصادق بالله.
٠وكان رسول الله عليه الصلاة والسلام يوصي أمته بعدم اتهام الله تعالى في قضائه
ففي مسند احمد بسند حسن جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :(أريد كلمة واحدة، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذهب فلا تتهم الله على نفسك )
وفي رواية الطبراني بسند حسن (وأهون عليك من ذلك لا تتهم الله على شيء قضاه عليك).
٠وفي رواية أحمد بسند حسن (لا تتهم الله تبارك وتعالى في شيء قضى لك به) وفي هذه الرواية جعل عليه الصلاة والسلام المقضي به من المصائب على المسلم له لا عليه إن صبر واحتسب وهذا لا يكون إلا لمن فهم حكمة الله في أحكامه وقدره وسلم له سبحانه .
٠وذلك كقوله تعالى ﴿قُل لَن يُصيبَنا إِلّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا هُوَ مَولانا وَعَلَى اللَّهِ فَليَتَوَكَّلِ المُؤمِنونَ﴾ التوبة: ٥١
أي ما أصابنا من بلاء فهو لنا خير في الدنيا والاخرة لا علينا طالما صبرنا واحتسبنا لأن الله مولانا والمولى لا يرضى لمولاه إلا مافيه خيره وإن كان ظاهر ما أصابه شر .
٠أنّ تسليم المؤمن لقضاء الله وقدره بعد قيامه بواجبه في أخذ الاسباب الشرعية أمر يستحق الإعجاب والإشادة وهو أمر عالٍ راقٍ شفاف لا يدركه إلا من ذاق حلاة الإيمان وكان الله تعالى أحب اليه من كل شيء
قال صلى الله عليه وسلم(عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له)