لأول مرة في تركيا وبمشاركة 43 جنسية.. إسطنبول تحتضن “صحيح البخاري”
إعداد أحمد زكريا
أطلقت رابطة أئمة وخطباء ودعاة العراق بالتعاون مع دار الحديث في وقف سنان باشا وبرعاية واستضافة من وقف العلم والثقافة والمعونة الاجتماعية والبيئة İlkseç Vakfı ووقف غازي، في مدينة إسطنبول، الدورة العلمية التاسعة لقراءة وسماع صحيح البخاري كاملاً، وذلك في حدث يعتبر الأول من نوعه في تركيا.
وحمل المجلس العلمي الذي انطلق في 17 آب/أغسطس الجاري، ويستمر حتى 26 من الشهر نفسه، عنوان “مجلس الشيخ الشهيد وليد بن محمد العلي لقراءة وسماع صحيح البخاري كاملًا بالسند الموجود والمتصل، وذلك على يد نخبة من كبار علماء المُسندين من مختلف دول العالم الإسلامي”.
ويشارك بالمجلس، الذي يحتضنه مسجد “كوجا تبيه” في إسطنبول، أكثر من 500 عالم وطالب علم من 43 دولة بينهم 70 عالمًا من العراق، فضلا عن حضور أكثر من 75 طالبة علم.
الدكتور أسامة الساطوري مدير العلاقات العامة لرابطة أئمة وخطباء ودعاة العراق، قال لـ”وكالة أنباء تركيا” إن “الرابطة اعتادت في كل موسم أن تنظم دورة للمشايخ والعلماء في العراق، لكن هذه الدورة استثنائية ونموذجية خاصة أنها تحمل اسم الداعية الإسلامي المعروف الشهيد وليد محمد العلي، الذي طالته يد الغدر في إفريقيا”.
وحول الهدف من المجلس، أوضح الساطوري أنه “بعد العزوف الكبير الذي تمت ملاحظته عند طلاب العلم وعند بعض الأئمة والخطباء، وبسبب الوضع القسري الذي تعرضت له بعض الدول العربية من تهميش وما جرى من أحداث، أصبح هناك إرادة خارجية لإبعاد العلماء عن طريق العلم، لذلك كان هدفنا أن نعيد بناء الإمام والخطيب فكريًا وعلميًا وسياسيًا وتربويًا، وأن نجعل له المكانة العلمية التي يستحقها حين يقف على المنبر وحين يعظ الناسَ كونه الشخص المؤثر في مجتمعه”.
وأشار إلى أنه “مثل هذه المجالس تحقق تلك الغاية المرجوة”، مؤكدا أن “هذا الحدث يعتبر الأول من نوعه في تركيا”.
وأضاف الساطوري أنه “لم تشهد أي دورة من الدورات مثل هذه الروحانية المباركة التي شهدها مجلس قراءة وسماع صحيح البخاري كاملًا، هنا في إسطنبول”، مشدداً على أن “ما جمعه الإمام البخاري في صحيحه، كان جهدا كبيرًا أجمعت الأمة على صحة ما قام به وصحة ما جمعه، ولا يخالف هذا القول إلا منافق أو مبغض، لذا اجتمع لأجل هذا كثير من طلبة العلم وأهل العلم، وبالتالي هو رد عملي وواقعي على من يطعن بصحيح البخاري والهجمة الشرسة التي يتبناها أصحاب بعض الأفكار المنحرفة”.
وأعرب منظمو المجلس عن شكرهم وامتناناهم للدور التركي في دعم الثقافة الإسلامية، وقال الساطوري في هذا السياق “إننا نشكر تركيا ممثلة برئاسة الشؤون الدينية وبعض أوقافها مثل بوقف العلم والثقافة والمعونة الاجتماعية والبيئة İlkseç Vakfı، ووقف غازي، ووقف سنان باشا، في إسطنبول، لاستضافتها هذا الحدث المبارك، فهي راعية العلم والعلماء منذ القدم وما تزال”.
من جانبه، أوضح الشيخ بسام حجازي مدير دار الحديث في وقف سنان باشا بمنطقة بيازيد في إسطنبول، أن “الوقفين قدما كل ما يلزم لإنجاح هذا المجلس، بهدف إعادة إحياء هذه السُّنة المتّبعة”، لافتًا إلى “الاقبال المنقطع النظير، كون تركيا منطقة وسط بما تحتويه من تميز في موقعها الجغرافي وسعة في استيعاب الناس واستقبال الضيوف من جنسيات متعددة”.
وأضاف حجازي أن “علماء وطلاب علم من أكثر من 40 دولة يشاركون في هذا المجلس”، واصفا تركيا أنها “قِبلة كوكبة كبيرة من أهل العلم، خاصة وأنها تعيش اليوم نهضة علمية وإسلامية متقدمة، ولها رمزيتها الإسلامية عند أهل السُّنة والجماعة، لذا فإن الأنظار باتت موجهة إليها من العلماء وطلبة العلم”.
بدوره، قال الشيخ الدكتور صلاح الدين فخري المدير الإداري لدار الفتوى في لبنان لـ”وكالة أنباء تركيا” إن “هذه اللقاءات المباركة التي تعقد في إسطنبول بالذات، لقاءات نُحيي فيها أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، ونلتقي فيها مع كبار العلماء والمُسندين بالأحاديث النبوية إلى نبينا عليه الصلاة والسلام”.
وأضاف فخري أن “هذه اللقاءات أيضًا تعيد لتركيا دورها ورفعتها وعظمتها”، مشيرًا إلى أن “تركيا هي رائدة الإسلام والمسلمين وهي تسير على هذا النحو قدما”.
يذكر أن الشيخ وليد بن محمد العلي والذي يحمل المجلس اسمه، هو أحد وجوه وأعيان العلماء في دولة الكويت، كان مدير مجالس قراءة الحديث وإمام وخطيب الجامع الكبير في الكويت، ودكتور محاضر في كلية الشريعة، تعرض منذ نحو عامين لهجوم إرهابي مسلح في بوركينا فاسو، أدى لاستشهاده.
وأعلنت الحكومة الكويتية يومها “استشهاد الشيخان وليد العلي وفهد الحسيني بهجوم إرهابي في بوركينا فاسو شنه متطرفون، واستهدف مطعما تركيًا يرتاده أجانب في واغادوغو”.