مقالاتمقالات مختارة

كيف نتعامل مع الشبهات؟

كيف نتعامل مع الشبهات؟

بقلم أ. محمد إلهامي

هذه خريطة في نقاط للتعامل مع الشبهات والأسئلة:

1- نحن في حقبة تشتد فيها الحرب على الإسلام، وبالتالي ستنهمر الشبهات كالمطر

2- لو أن إنسانا تفرغ طوال حياته لرد الشبهات فستنقضي حياته قبل أن يستكمل هذه الردود

3- الشبهات لم تولد الآن، على الأقل 99% من الشبهات مكررة، وبالتالي فقد جرى الرد عليها سابقا، وحتى الذين يردون على الشبهات إنما يتميزون في قدر الشمول والاستيعاب درجة الترتيب وحسن العرض والذكاء في اختيار المدخل وجودة اختيار التشبيه والمقارنات.. بينما المادة الأساسية للرد على الشبهة قديم ومكرر.

4- تنتهي ثلاثة أرباع الشبهة إذا كنت ذكيا وبصيرا، فتأملت في قائلها؟ وماذا قد يكون غرضه من طرحها؟ وما مكانة هذا القائل من الدين والعلم؟ وما مكاسبه التي يتوقعها بإثارة هذا الموضوع؟ وهل هو نزيه يتحدث في الشأن العلمي الموضوعي أم له حساباته في خريطة السياسة والأموال والمناصب؟

ومن الحكمة أن تظل الشبهة مشكوكا فيها طالما أن الذي طرحها مطعونا عليه في دينه أو أمانته أو أخلاقه، أو مطعونا عليه في علمه.

5- إذا تعرضت لشبهة، فالأفضل دائما أن تظل منها على شك وتوجس، وأن تحاول اختبارها وتقليبها في رأسك، قبل أن تتشربها وتقبلها وتتعامل معها كأزمة تريد ردا عليها.

وطالما أن الشبهة لن تؤثر على حياتك، ولم تكن في أمر يقع ضمن اهتمامك، فلا داعي للانشغال بها.. يعني الشبهة حول القرآن والنبي يتأثر لها كثيرون، أما الشبهات حول الأمويين والعباسيين والعثمانيين فلا يهتم لها كثيرون ولن تؤثر على عملهم الدعوي أو يقينهم الإيماني، وأقل منها الشبهات حول الدول الأصغر أو الجماعات الإسلامية التي انتهت ولم يعد لها أثر معاصر، وكذلك الشبهات عن الجماعات المعاصرة لا يهتم لها إلا المتأثرون بها، فشبهة عن الإخوان أو السلفيين أو الجهاديين أو التبليغيين لن يتأثر بها إلا المتأثرون بواقعهم في بلدان محددة وطبقات محددة.

والمقصود: طالما أن الأمر ليس مؤثرا على إيمانك أو على عملك الدعوي أو على القضية المعاصرة في البلد الذي تعيش قضيته.. فالانصراف عنها أفضل في كل الأحوال.

6- إذا حدث وصارت هذه الشبهة أزمة عندك، وتشربتها نفسك، فأنت أمام خياريْن:

أ. أن تجتهد في البحث عن الرد على هذه الشبهة، ونحن والحمد لله في عصر الانترنت، وستجد كثيرا من المكتوب في الرد عليها، هناك موسوعات تخصصت في الرد، وفي 99% من الحالات ستجد أن الشبهة طرحها آخرون قبلك على متخصصين، وجرت إجابتهم.

ب. أن تتصل بمن تثق في علمه ودينه ليجيبك عن هذه الشبهة، وفي هذه الحالة يُفضَّل أن تختصر في السؤال وفي تقبل الإجابة ولو كانت مختصرة.. فإما أنها تجيبك وإما أنها تفتح لك باب البحث..

لكنك لن تجد في كل وقت من تثق بعلمه ودينه ثم تجده متفرغا ليجيب، فإن كان موجودا ومتفرغا فلن تجده مستعدا أو لديه الوقت والفرصة لكي يقدم لك الجواب التفصيلي المشروح الواضح الذي يتناول الشبهة من كل جوانبها.

فإذا كان موجودا وقام بهذا كله، فلن يكون دائما على استعداد لإجابة أسئلتك المتفرعة عن جوابه، فهذا أمر لا ينتهي!

للأسف لم نخترع بعد مطاعم (رد الشبهات) ولديها خدمة (الديليفري) ثم خدمة استطلاع (رأي العميل في كفاءة الخدمة).. بل الواقع أن أغلب الذين يحملون عبء الرد على الشبهات يقومون بهذا تطوعا، وهم قوم عندهم ما عند كل الناس من المشاغل والمشاكل، بل ولعلهم الأكثر حاجة للوقت والمال!

7- أخيرا: كلما كان لك عمل وهمٌّ ورسالة كلما كان التفاتك للشبهات قليلا وتأثيرها عليك ضعيفا.. وكلما كنتَ فارغا من العمل مدمنا على مواقع التواصل والبرامج الهابطة والروايات ونحوه فستكون مصيدة ممتازة ومجمعا كبيرا للشبهات.. مثل مصرف الأمطار، تتجمع فيه المياه من كل ناحية، فهكذا أنت حين تكون خاليا، تجعل نفسك كالمسيل الذي تلتقي فيه الشبهات من كل ناحية.

عصمنا الله وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن، ووفقنا وإياكم لما يحب ويرضى.

(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى