متابعات

كيف كسر شباب غزة الثائر هيبة التهديدات الصهيونية؟

كيف كسر شباب غزة الثائر هيبة التهديدات الصهيونية؟

لم تعد الفصائل الفلسطينية والهيئة العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار بحاجة لمزيد من التحشيد الأسبوعي لمسيرات العودة التي باتت تشتعل على جبهات متفرقة، فالشباب الثائر بات يعرفه طريقاً جيداً وبات يصنع أدواته المختلفة التي تتجدد مع كل مسيرة من مسيرات العودة.

المحلل السياسي والقيادي في الجبهة الشعبية ذو الفقار سويرجو، كتب قبل أيام على صفحته الشخصية على فيسبوك يقول: “في حديثي مع أحد رجال الأعمال الكبار في غزة، والذي يدخل دولة الكيان بشكل يومي ويلتقي كبار رجال الأعمال هناك بطبيعة عمله، فإن هذه المسيرات هي الحدث الأعظم والأقوى تأثيرا على دولة الاحتلال، وخلقت حالة من عدم الاستقرار وجدل وإرباك غير طبيعي في “إسرائيل”.

ويضيف: “هي أقوى من الجيوش وأقوى من الصواريخ بألف مرة، وهم يريدون إيقافها بأي ثمن، ولكن على طريقتهم التدريجية المحبطة للطرف الآخر وسياسة حرق الأعصاب”.

ضغط ميداني

ومع تصاعد حدة مسيرات العودة بأشكال وأدوات غير مسبوقة، ورغم التصدي الناري والمميت من الاحتلال لهذه المسيرات، إلا أنّ ذلك دفع رئيس الحكومة الصهيونية نتنياهو ووزير حربه ليبرمان لرفع حدة التصريحات الهجومية ضد قطاع غزة ومسيرات العودة.

المحلل السياسي أيمن الرفاتي، أكّد أنّ الضغط الميداني الكبير الذي شكلته مسيرات العودة أحرج المستويات السياسية في دولة الاحتلال، في ضوء عدم وجود حلول تستطيع إيقاف هذه المسيرات المتصاعدة وزيادة عدد المتظاهرين وفعالياتهم على الحدود.

وأوضح أنّ التهديدات الصهيونية، تأتي في ضوء التهديد للمقاومة الفلسطينية في ضوء صلابة موقفها، وإصرارها على مطالبها، “لأن مواصلة هذا الضغط الميداني يؤثر بدرجة أساسية على الحظوظ الانتخابية لنتنياهو وليبرمان اللذين تتأثر قاعدتهما الانتخابية بالضغط على سكان منطقة غلاف غزة، وفي ضوء وجود أطراف في الحكومة والمعارضة تزاود على الطرفين في هذه القضية”.

مصدر قلق

المحلل في الشؤون العسكرية رامي أبو زبيدة، يعتقد أنّ مسيرات العودة وحجم الزخم المصاحب لها، وارتفاع حدتها، بات يقلق الاحتلال “الإسرائيلي”.

وقال: إنّ الاحتلال حاول من خلال إدخال الوقود القطري لزيادة ساعات الكهرباء التنفيس من حدة الضغط الموجود في قطاع غزة، حيث توقع العدو أن يكون لذلك أثر على الأحداث يوم الجمعة الماضي، لكنه تفاجأ من تصميم وإرادة الجماهير، وارتفاع متصاعد في جرأتها وإصرار على كسر الحصار بشكل كامل”.

وأشار أبو زبيدة، إلى أنّ “إسرائيل” تستخدم اليوم استراتيجية الردع من أجل الحد من أدوات مسيرات العودة القائمة عبر الإشارة لها من خلال التهديدات، بأن الرد سيكون قويًّا، وسيتسبب لها بضرر فادح إن لم تتوقف عن حشد الجماهير نحو الحدود.

ويعتقد المحلل العسكري، أنّ استمرار مسيرات العودة بهذا الزخم من خلال تمسك الشعب بضرورة كسر الحصار وإنهائه بشكل كامل، وما لم يلب الاحتلال متطلبات الهدوء، وفرضت السلطة عقوبات جديدة، “فإن ذلك يوحي إلى إمكانية نشوب موجة تصعيد جديدة لزيادة الضغط والتفاوض تحت وقع الضربات المتبادلة، وقد يعزز ذلك فرص الوصول إلى اتفاق تهدئة لعدم رغبة من الطرفين للوصول والانجرار لجولة مفتوحة من التصعيد في الوقت الحالي” كما قال.

(المصدر: المركز الإعلامي الفلسطيني / مجلة المجتمع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى