كيف تستطيع الصين خداع العالم المتخلف وشراء صمته عما يجرى في تركستان الشرقية
بقلم د. عز الدين الورداني (باحث متخصص في شؤون آسيا الوسطى)
لا يمكن لأحد خداعك دون رضاك أو دون استغلاله لما بك من ضعف وجهل أو غباء، أو لأنك تقوم بالممارسات نفسها التي يفعلها ومن ثم فأنت مضطر لغض الطرف عما يفعله.
في معالجتها للأزمة الراهنة التي يرزح تحت وطأتها شعب تركستان ولقضية تركستان بصفة عامة بل وسائر مشكلاتها، تعتمد الصين في مخاطبتها للعالم على مداخل تسهل الاستجابة لدعايتها وتبرر سياساتها القمعية ضد الأويغور من أهمها:-
* التركيز على مبدأ وحدة الصين وعدم التدخل في الشأن الداخلي لها، متناسية أن احترام حقوق الإنسان قضية دولية يجب أن يقوم على حمايتها العالم أجمع ومنظماته الدولية. ولا تأبه الصين لرأى الطرف الآخر في أي نزاع كمشكلة تركستان وتايوان، والجزر المتنازع على سيادتها مع العديد من الدول كاليابان والفلبين وغيرها من دول الجوار الصيني.
* التغاضي عن الحقائق التاريخية والأبعاد السياسية والقانونية لمختلف مشكلات الصين واعتماد الرؤية الصينية كحل وحيد ونهائي لأية مشكلة، في تجسيد واضح لغطرسة القوة.
* إدخال عناصر لا علاقة لها بالأزمة التي تعيشها المنطقة ولتبرير الانتهاكات الممنهجة لحريات السكان الدينية والثقافية وحملات القمع واسعة النطاق ضدهم – وآخرها معسكرات الاعتقال لمئات الآلاف من المسلمين الأويغور والقازاق وغيرهم – وذلك بحجة مقاومة التطرف والإرهاب وهى فزاعة دولية مصطنعة في أغلب الأحوال تستخدمها الدول الديكتاتورية للقضاء على معارضيها وحسم الخلافات السياسية والفكرية التي تواجهها، ولا علاقة لها بحقيقة السياسات الصينية القمعية بالغة القسوة في المنطقة وحجم الحريات السياسية والثقافية والدينية الممنوحة للأقليات العرقية بها، لكنها محاولة لجر مختلف الدول – المتخلفة – لصفها وجعلها طرفا في الصراع مع مسألة الإرهاب المرفوض نظريا وعمليا بغض النظر عن وجوده فعليا على أرض الواقع، وهل هو إرهاب أم حق في المقاومة ؟.
* الترويج لدور الصين في تحقيق التنمية الاقتصادية والتقدم عبر تقديم المساعدات للدول النامية وربط اقتصادها بمشروعات الصين الاستراتيجية – كالحزام والطريق – مع طرح الصين لنفسها بوصفها المانح المنزه عن الأطماع والاستغلال والذي يحترم سيادة واستقلال الدول ولا يتدخل في شؤونها الداخلية.
* القيام بحملات دعائية مستمرة حول تنمية الغرب الصيني وإعادة تأهيل وتطوير سكانه من الأقليات وانتشالهم من حالة الفقر والتخلف التي أنتجت الأزمة، وذلك لتحويل أنظار المجتمع الدولي الراغب في خداع نفسه عن حقيقة السلوك الحكومي الصيني في مواجهة الأقليات العرقية بها والأساس النظري الصوري دستوريا وقانونيا للسياسة الصينية التي تدار بها مناطق الأقليات ذات الحكم الذاتي المزيف كما في التبت، وتركستان الشرقية.
* تحاشي الصين تماما الحديث عما يمس القضايا الأخلاقية والإنسانية العامة كالتمييز العنصري وحق تقرير المصير وحقوق الإنسان والحريات بصفة عامة.
بتأثير تلك العناصر وغيرها يسكت من يفهم الحقيقة ومن لا يفهم من دول العالم المتخلف ومنظماته الدولية عما يجري أمام عينيه من اضطهاد بشع لشعب بأكمله خلف أسوار الخداع الصيني العظيم.
(المصدر: تركستان تايمز)