كلمة رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بمناسبة الأسبوع العالمي للقدس
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله القائل ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾
والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد. إن الدفاع عن المسجد الأقصى وعن القدس الشريف من أفرض فروض الكفاية على المسلمين. إنه أولى القبلتين وإنه مسرى الرسول الكريم وإنه الأرض المقدسة التي باركها الله للعالمين. وإنه لمن المساجد الثلاثة التي لا تشد الرحال إلا إليها كما في الصحيحين ومسند أحمد وسنن ابن ماجه وغيرها من كتب السنة. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : “لاَ تُشَد الرحَالُ إِلا إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِي هذَا، وَمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِ الأَقْصَى”. لقد وصل الاحتلال الصهيوني على الأرض المقدسة إلى أسوأ حالاته وأبشع اعتداءاته في أيامنا هذه، فقد جثم على هذه الأرض حكومة متطرفة يمينية لا تراعي قيم الإنسانية ولا الأعراف الدولية، فضلا عن تجاهلها لحق المسلمين في مقدساتهم وممتلكاتهم. وتصاعدت وتطورت صور الانتهاكات والاعتداءات على أهلنا في القدس وفي كل فلسطين، مما يوجب على كل المسلمين القيام بكل ما تملكه الأمة الإسلامية من الإمكانات لرفع هذا العدوان. ولقد وصل الاحتلال الصهيوني عامه الخامس والسبعين منذ أن دخل أرض القدس الشريف سنة ألف وتسعمائة وثمانية وأربعين الميلادي. فيجب أن كل المسلمين حكومة وشعبا أن يتحدوا ويوحدوا الجهود لاسترجاع مقدساتهم وحماية مسجدهم وأولى قبلتهم. وفي هذه المناسبة نحن نحيي شعبنا المرابط في أرض فلسطين، إذ قدموا لنا أروع صور الفداء والتفاني من أجل الدفاع عن هذه القضية، ونشد أزرهم ونضع أيدينا بأيديهم حتى يعود القدس إلى أهله محررا مطهرا من أيدي الاحتلال الغاشم. ثم ندعو كل المسلمين بلا استثناء في كل أنحاء العالم أن يقفوا وقفة رجل واحد لهذه القضية، وأن يتناسوا خلافاتهم ويصلحوا ذات بينهم، وأن يقفوا صفا واحدا في وجه هذا الاحتلال الذي شتت شملنا وفرق جمعنا واحتل أرضنا ودنس مقدساتنا. نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يوفقنا ويصلح أمرنا وينصرنا على أعدائنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أخوكم حبيب سالم سقاف الجفري رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، جاكرتا إندونيسيا.
المصدر: الاتحاد