كلمات في الطريق (935)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بالمنتدى)
- انهلْ من المنابعِ الصافية:
كتابِ الله وسنةِ نبيّهِ ﷺ،
ثم آثارِ الأئمةِ المجتهدين، الذين تلقَّتِ الأمةُ علومَهم بالقبولِ والرضى.
ومن المناهلِ العذبة:
وصايا الآباء،
ونصائحُ الشيوخ،
وحِكمُ الحكماء،
ووعظُ العارفين،
وإرشادُ الخبراءِ المتدبِّرين.
- ستة:
العالِمُ لا يُهان، فإنه إذا أُهينَ قُدِّمَ الجاهلُ.
والأمينُ لا يكذَّب، فإنه اختُبِرَ وقيلَ له أمينٌ لذلك.
والأخُ لا يُخذَل، فإنَّ خَذْلَهُ خِذْلانٌ له، ويَضعُفُ بضَعفه.
والكريمُ لا يجرَّب، فقد جُرِّب، وشهدَ الناسُ بكرَمه.
والبخيلُ لا يُحلَب، فإنه لن يعطيَكَ شُربةَ حليب، ولا قطعةَ نقود!
والعدوُّ لا يُنصَر، فإنَّ الانتصارَ له نصرٌ له.
- عاتبني صديقٌ جاءني من الكوكبِ الأزرق؛
لأني لا أكتبُ فيما يكتبُ فيه، وبأسلوبه!
وهو يكتبُ في موضوعاتٍ جديدةٍ حسّاسة،
وخلافات، وسياسة، وأحزابٍ أو جماعاتٍ إسلامية،
ويُصدِرُ أحكامًا جريئةً على أشخاصٍ أحياء، وهكذا.
وكان إذا قالَ قسا،
وإذا كتبَ جَرح.
وما إن بدأتُ بكلمتينِ لأجيبَهُ حتى قاطعني، وعادَ إلى ما قال،
وصبرتُ حتى انتهى مرةً أخرى، فبدأتُ بالجواب، ولكن عادَ إلى شأنهِ كما مضى.
فتركته،
وعلمتُ أنه يستمعُ لنفسهِ إذا تفكَّر،
ويكتبُ فيما يناسبهُ هو،
في طبعٍ قاس، وتشفّ،
ولا يرى سوى ما يكتبُ أو يقول،
وكأنَّ غيرَهُ هَمَل!
- انتقامُ الأطفالِ لطيفٌ مثلَ ضحكاتهم،
فإنهم يكتفون بأقلِّ انتقام، وأدنى أذى،
ويرضَون بصلحٍ ولو كان صوريًّا،
بعد بكاءٍ وضجيجٍ ورعدٍ وبرق،
وانتقامُهم أو صلحُهم كدفعٍ خفيف،
أو شدِّ شعر،
أو أخذِ لعبة، أو لقمة!
أو ضمَّةِ حنان، أو كلمةٍ حسنة!
- تتعرَّى الأشجارُ قُبيل الشتاءِ استعدادًا للغُسلِ فيه بالماءِ العذب،
ولتشربَ منه حتى الرِّواء،
ولتتهيَّأَ لزفافها في الربيع،
فتتزيَّنُ بالزهورِ والثمار،
وتتنفَّسُ بالروائحِ الزكيَّة،
لتبدوَ للناسِ جميلةً شهيَّة،
ليفرحوا بها ويأكلوا منها،
ويَحمدوا ربَّهم ويشكروا له على نعمه.