كلمات في الطريق (931)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بالمنتدى)
- والقرآنُ عظيمٌ لآثارهِ العظيمةِ التي يتركُها في النفس،
لمن آمنَ به وتدبَّرَ آياته،
ولمقاصدهِ الجليلةِ في وعظهِ وقصده،
وأمرهِ ونهيه،
ولموافقتهِ للحقِّ والعدل،
ومناسبتهِ للنفس، أيًّا كانت،
فإنه شفاءٌ لأمراضها،
فالقرآنُ كلامُ الله،
وهو خالقُ النفسِ وهاديها.
- لا تستطيعُ أن تهربَ من الفتن،
إذا كانت في مجتمعك، أو قريبةً منك.
والمهمُّ هو الموقف.
عليكَ أن تعرفَ الفتنَ ظواهرها وبواطنها،
حتى تعرفَ الحكمَ عليها،
ثم تتصرَّفَ بحكمة.
استشر،
وانظرْ مواقفَ العلماءِ العاملين،
والدعاةِ الراشدين،
فإنهم أعلام، وقدوة.
- قرأَ ولم يفهمْ فتركَ القراءة،
عملَ ولم يربحْ فتركَ العمل،
درسَ ولم ينجحْ فانقطعَ عن الدراسة،
خانَهُ صديقٌ فتركَ كلَّ الأصدقاء!
هذا هو منطقُ الهزيمة، وفسادُ الرأي، والفشل.
الكرَّةُ تلوَ الكرة، وعدمُ اليأس،
من صفاتِ أهلِ العزائمِ والهمم.
- يقولون إن الفنونَ “جميلةٌ” ولو كانت تعلِّمُ الجريمة،
وتبعثُ على الفساد،
وتنشرُ الفاحشة، وسوءَ الأدب،
وتطمسُ صفاءَ الجمالِ أو تشوِّهه.
فلا تغرنَّكَ الألفاظُ البرّاقة،
والمصطلحاتُ العائمة،
ولا يخدعنَّكَ الإعلامُ المغرض،
والدعايةُ الكاذبة،
وانظرْ جهةَ الفنّ، مصدرَهُ ومَقصِدَه.
- نادرًا ما تسمعُ أن ظالمًا أقلعَ عن ظلمه،
فإن الظلمَ قسوةٌ طاغيةٌ في القلب،
ورغبةٌ جامحةٌ في الفتك.
والله تعالى يقول: {وَاللهُ لَا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ} [سورة البقرة: 258]،
فإنهم يختارونَ طريقَ الضلالِ والعناد، فيفسدون،
على الرغمِ من معرفتهم بنهجِ الصواب، وطريقِ العدل.
وقد ظلمَ الحجّاجُ حتى مات…
وحكّامٌ آخرون من التاريخِ عُرفوا بظلمهم وبطشهم… استمرُّوا في ظلمهم،
ومن التاريخِ الحديثِ كثيرون مثلُهم…
فالظلمُ طريقُ المجرمين،
والابتعادُ عنه واجب.