كلمات في الطريق (828)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بالمنتدى)
- مما يدفعُكَ إلى الطاعةِ والعملِ الصالحِ باستمرار،
هو عدمُ معرفتِكَ برجحانِ حسناتك،
فتبقى في شكّ،
وتعملُ احتياطًا،
وطلبًا لثوابٍ أكبر، ودرجاتٍ أعلى في الجنة.
والفوزُ والفلاحُ لكلِّ من أحسنَ وأخلص،
والتنبيهُ والإرشادُ لكلِّ من سوَّفَ أو غَفل.
- اعلمْ أخي المؤمنَ أنك معرَّضٌ لمكايدِ الشيطانِ وأحابيله،
فاجمعْ إلى إيمانِكَ القويِّ عزمكَ القويَّ أيضًا،
فإن أبانا أدمَ عليه السلامُ كان بين الملائكةِ الأطهار،
ولم يعرفْ سوى الإيمان،
ومع ذلك فقد استطاعَ الشيطانُ أن يُغويَه،
حيثُ ضعفتْ همَّةُ الأبِ عليه السلام، وقلَّ عزمه،
وفي ذلك قولهُ سبحانه:
{وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً} [سورة طه: 115].
أي: أمَرنا آدمَ بعدمِ الأكلِ مِن شجرةٍ معيَّنةٍ عندما كانَ في الجنَّة،
ولكنَّهُ نَسِيَ العهدَ ولم يهتمَّ به،
ولم نَجِدْ له صَبرًا عن أكلِها وثباتًا على أمرِنا.
- حتى لو كان بابُكَ مصفَّحًا من فولاذ،
فإنه سيُفتَحُ يومًا ما، ويَظهرُ سرُّك!
وإذا خُتِمَ لكَ ولم يُفتح،
فسيظهرُ في صحيفتِكَ يومَ الحساب،
وهو أصعبُ ما يكونُ عليك.
فاستقم،
فإن الله يراك، ويحاسبك.
- إذا بدرَ من صديقِكَ خطأٌ فلا تُدِرْ إليه ظهرَك،
ولكنِ انظرْ هل ندمَ وطلبَ الصفحَ منك؟
فإذا فعلَ فلا تهجره،
فإن “كلَّ بني آدمَ خطّاءٌ، وخيرُ الخطّائين التوّابون”،
كما صحَّ في حديثِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.
- من جادلكَ في أمرٍ بدَهيٍّ وخاصمَ فيه وأصرّ،
فاعلمْ أنه عنيد.
وأمرُ العنادِ ليس سهلًا،
وإقناعُ صاحبهِ من أصعبِ المهمات،
ذلك أنه قد يكونُ طبعًا فيه ووراثة،
وهذا لو أتيتَ بكلاليبَ لتنزعَهُ بها لم يَخرجْ إلا مع خروجِ روحه!
فقلِ الحقَّ ودعه.