مقالاتمقالات المنتدى

كلمات في الطريق (819) | الشيخ محمد خير رمضان يوسف

كلمات في الطريق (819)

الشيخ محمد خير رمضان يوسف

 

(خاص بالمنتدى)

  • يا بني،

انظرْ ما يقولُ لكَ والدُك،

فإنه يحبُّك،

 ويريدُ أن تكونَ رجلًا،

وامرأً نافعًا ومؤثِّرًا.

فتَحَلَّ بأحسنِ الآداب،

وخذْ حظًّا وافرًا من العلم،

حتى تَعرفَ كيف تنطلق، وبماذا تتصف.

وابتعدْ عن أصدقاءِ السوء،

فإنهم يسيرون على هواهم،

ويديرون ظهورَهم إلى أهلِ العلمِ والأدب.

  • يا بني،

اطلبْ من والدِكَ أن يضعَ لكَ أساسَ مكتبةٍ إسلاميةٍ متينة، تنطلقُ منها.

وعندما تكبرُ تراها كبرتْ معك.

فهي تاريخُكَ العلميّ، ونشاطُكَ الثقافيّ،

وصديقُكَ الذي يحبُّ زيارتك،

لتحادثَهُ ويحادثَك.

  • لعلك تحسُّ أن هناك شيئًا يناديكَ من داخلِكَ بين مدَّةٍ وأخرى؛

لتنظرَ فيهِ وتنشغلَ به،

ولا تدري كيف أتى ومن طلبَ حضورَه؟

وسواءٌ كانت خواطرَ وأفكارًا وإلهامًا،

أم هواجسَ ووساوسَ وخيالات،

فإنكَ تأخذُ أحسنَها،

وتتعوَّذُ بالله من شرِّها،

ويكونُ ميزانُكَ فيها كتابَ الله وسنةَ رسولهِ صلى الله عليه وسلم.

  • العينُ تحبُّ الجمال.

ولكنَّ الحبَّ لا يُقبَلُ حَكمًا.

فلا يعني حبُّ الجمالِ أنه نفيس.

وإنما هو شكل،

فقد يكونُ جميلًا وهو مضرّ.

ومن احتكمَ إلى الحبِّ فقد غلَّبَ هواه،

وتركَ عقلَهُ وراءه.

  • من صنوفِ الابتلاء،

أن تُرزَقَ موهبة، ثم لا تَعرفُ كيف تشتغلُ بها وتوجِّهُها،

فتذهبُ بك يمينًا وشمالًا،

وأنت لا تدري على أيِّ جانبٍ ترسو:

نافعٍ أم ضارّ؟

ولو اهتديتَ بكتابِ الله تعالى وسنَّةِ رسولهِ صلى الله عليه وسلم،

لوُفِّقت، ونَفعت، وأُجرت.

  • ليس أصعبَ عليَّ من زائرٍ يطيلُ زيارته،

ولا اهتمامَ له بالعلمِ وشؤونِ الكتاب،

ولا اهتمامَ لي بدنياه،

فإذا تحدَّثتُ بما أعرفُ شرد،

وإذا تكلمَ عن دنياهُ شردت!

ولا يبقى إلا أن نتكلمَ في الأحوالَ السياسيةِ الحاضرة،

ولا محاسبَ لنا عندئذٍ على تحليلاتنا السطحية، وتوقعاتنا البعيدة!

ثم كنتُ أفكرُ بتبعاتِ الكلماتِ الجميلةِ التي أودَّعهُ فيها وأنا غيرُ صادق!

شرَّفتمونا.. آنستمونا.. زورونا.. نلقاكم قريبًا…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى