كلمات في الطريق (809)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بالمنتدى)
- الشمعةُ تذوبُ مما يصيبُها من نارٍ حاميةٍ تأكلُ جسدها،
وتذيبُ شحمها،
وأخيرًا تموتُ ممدَّحة،
مأسوفًا عليها،
ولم تأسفْ هي على ذلك، ولم تندم،
فالمهمُّ عندها أن تنوِّرَ ما حولها،
وتبدِّدَ الظلامَ الذي يحيطُ بها،
وتضيءَ الدروبَ للآخرين.
فكنْ شيئًا من هذا.
- الروحُ أهمُّ من الجسد.
وما تعلقَ بالروحِ يكونُ أهمَّ مما يتعلقُ بالجسد.
ما فائدةُ جسدٍ بلا روح؟
إنه كخرقةٍ بالية، لا تصلحُ سوى للدفن.
ومثلهُ نقول:
ما فائدةُ إنسانٍ يغذّي جسدهُ بالمأكولاتِ والمشروبات،
ولا يغذّي روحَهُ بالطاعاتِ والعبادات؟
إنه يبقى شحمًا ولحمًا، بدونِ روحٍ سامية..
- نعم، الحياةُ جميلةٌ في الظاهر،
أما في أعماقها فتبطنُ أسرارًا،
لا يعرفها إلا العقلاء،
ولا يكتشفها إلى المتدبرون المتعمقون.
أما أهلُ الظاهر، الذين يكتفون بالأطعمةِ واللذائذ،
فتلعبُ بهم الرياحُ وتَذْروهم.
- ما كان يسرُّكَ من أحاديثِ الشباب، وطرائفهم وألعابهم،
لا يسرُّكَ اليوم،
لقد علمتَ أن الحياةَ أعقدُ مما كان يعيشهُ الشبابُ ويتصورونه،
وإن الجدَّ هو الأساس،
والعملَ للآخرةِ أفضلُ ما تشتغلُ به.
- إذا ماتَ الأب، والصديق، والقريب،
فهل تبقى لكَ الحياة؟
ماتوا وقد توسَّدوا أعمالهم، ولم يعودوا،
وتمنوا لو عادوا فاستدركوا ما فاتهم.
فكنْ متفكرًا، متدبرًا، مبادرًا، مستدركًا، وأنت قادر.