كلمات في الطريق (774)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بالمنتدى)
- أيها الشابُّ الخلوق،
هل تعلمُ أن الأخلاقَ العاليةَ ترفعُكَ أكثر،
والآدابَ الجميلةَ تجعلُكَ أجمل،
والكلامَ الهادئَ يجعلُكَ ألطف،
والحوارَ المهذَّبَ يجعلُكَ محبوبًا وأكثرَ قبولًا؟
- يا بنتي،
اذكري الله في أثناءِ شغلك،
وإنَّ ذكرَ الله سهلٌ على من وفقَهُ إليه،
قولي سبحانَ الله لتكسبي أجرًا،
وقولي أستغفرُ الله لتدفني سيئة،
وقولي الحمدُ لله لتزدادي فضلًا.
- قرأتُ المئاتِ من الكتب،
على مدى أكثرَ من خمسين عامًا،
وتصفحتُ الآلافَ منها،
واستفدتُ منها علمًا جمًّا،
واكتسبتُ بها ثقافةً عريضة،
ولكن لم أرَ مثلَ مجالسةِ العلماء،
والاستفادةِ من علمهم،
والتأدبِ بأدبهم،
فإنَّ العلمَ أدب، وخشية، وتقربٌ إلى الله،
قبلَ أن يكونَ معلومات،
ومن لم يخشَ الله في علمه،
فإنه يُخشى عليه من الضلال.
- لا أنصحُ بتوظيفِ الذين لا يحبون العلمَ في المكتبات،
ولا يعرفون فضلَهُ وقيمتَهُ وأثره،
فإنهم جاهلون حقيقة،
وإن كانوا أصحابَ شهاداتٍ فارغةٍ من المسؤولية والتربية،
ولذلك فهم يعقِّدون معاملاتِ الباحثين والمستفيدين،
ويؤجلونها، أو يَنسونها، من قبيل اللامبالاةِ واللامسؤولية،
بل يستبعدون بعضَ الطلباتِ لأسبابٍ تافهة.
وقلتُ لأصدقاءِ البحثِ عن أمثالِ هؤلاء، الذين ذقتُ منهم الأمرَّين:
لماذا لا يَنصبون أعوادَ المشانقِ في ساحاتِ المكتبةِ لإعدامِ الباحثين،
بدلَ الإعلانِ عن الاستعدادِ لمساعدتهم كذبًا وزورًا؟!
ومئاتُ الألوفِ من الكتبِ المرففةِ لا يستفيدُ منها أحد،
لسوءِ معاملةِ العاملين فيها، وسوءِ إدارةِ المديرين،
ولقلةِ ثقافتهم، وجهلهم بقيمةِ العلمِ ونشره.
- ما هي نتيجةُ الأفكارِ الفاسدةِ والنظرياتِ السياسيةِ التي تُفرضُ على الناس،
وتطبقُ عليهم دونَ رغبتهم أو اختيارهم؟
هذه الشيوعيةُ التي رفضها وما يزالُ يرفضها الناس؛
لأنها تخالفُ الفطرةَ وتطلُّعَ الناسِ إلى الحرية،
قتلتِ الملايين من البشرِ بسببِ هذه الأفكارِ الفاسدة؟
وما زالَ الظلمُ والكبتُ والتعذيبُ والاستبدادُ بالرأي ساريًا في البلدانِ التي تحكمها!