كلمات في الطريق (749)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بالمنتدى)
- من يستطيعُ أن ينتزعَ حُكمَ الله منه إذا لم يقضِ هو ويُمضِه؟
لا أحد، ولو اجتمعَ أهلُ الأرضِ كلُّهم على هذا.
إنما يبذلُ المرءُ جهده، ثم يفوِّضُ أمرَهُ إلى الله،
فإن شاءَ ربُّنا أمضاه، وإن لم يشأ أمسكه،
ويكونُ ذلك خيرًا للمؤمن، ولو لم يظهرْ له في حينه.
هكذا تكونُ عقيدةُ المؤمن،
فلا يستعجلِ الأمر، ولا يقنطْ أيضًا،
وليؤمنْ بقضاءِ الله وقدرهِ كما أمر،
وليعلمْ أن إنفاذَ أمرِ الله ليس بالفلوسِ والواسطات،
فما لم يشأ لم يكن.
- اعلمْ أيها المسلم،
أن تأخيرَ قضاءِ حاجةٍ لكَ قد يكونُ امتحانًا أو عقوبة،
أما الامتحانُ فلِينظرَ الله ما تفعل،
فهل تضجرُ وتتصرفُ خطأ أم تصبرُ وتفوِّض؟
والعقوبة، كأنْ يكونَ الله قضَى لكَ حاجةً من قبلُ ولم تشكره،
أو قلتَ إن قضاءَهُ كان بسببِ تدخلِ فلانٍ أو بذلِ مال،
ولم تقلْ إن الله سخرهما لك، فكان الأمرُ قدرًا مقدورًا.
فكنْ مؤمنًا حقًّا، صابرًا.. متوكلًا.. شاكرًا.
ولتعلمْ أن حاجةً ما لا تُقضَى إلا بأمره.
وإذا نظرتَ في أمرِكَ علمتَ أن حاجاتٍ كثيرةً قضاها الله لك..
وبعضُها قُضيتْ في غيرِ الوقتِ الذي تريد..
ولكنَّ الإنسانَ يستعجل،
ويريدُ قضاءَ أمورهِ في الوقتِ الذي يريد!
- لا يكفي أن تكفَّ أذاكَ عن المسلمين،
فإن هذا من أضعفِ الإيمان،
ولكن ينبغي أن تتعاونَ معهم على الخير،
فتساعدَ محتاجَهم،
وتشاركَ في نصرتِهم وتنميةِ قوَّتهم بما تستطيع،
أما أن تؤذيهم فإنه غدرٌ ونقيصةٌ وإثم.
- من كثرتْ أخطاؤهُ فليراجعْ نفسه،
فإن تتابُعَ الأخطاءِ يدلُّ على اللامبالاة وعدمِ الالتزام،
وربما على مرضٍ نفسيٍّ أو عصبيّ.
والعاقلُ يعالجُ نفسَهُ بالتفكرِ واليقظة،
وبالرجوعِ إلى الحق،
ومفارقةِ السفهاء،
والتوبةِ إلى الله،
والعزيمةِ على عدمِ العودةِ إلى تلك الأخطاء.
- اللهم إنا نسألكَ السلامةَ والعافيةَ في ديننا ودنيانا وآخرتنا،
اللهم إنا نسألكَ لطفكَ ورحمتكَ ومغفرتك ورضاك،
اللهم إنا نسألكَ تأييدكَ ونصرك،
اللهم إنا نسألكَ الجنة، ونعوذُ بكَ من النار.