كلمات في الطريق (720)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بالمنتدى)
- التأثيرُ يكونُ من الإيمانِ العميقِ بالفكرةِ أولًا،
فتفيضُ الكلماتُ من جانبي صاحبه،
ويوردُ الدليلَ تلوَ الدليل، والمثالَ بعد المثال،
ويزدادُ حماسًا كلما رأى انتباهًا،
ويتفنَّنُ في الكلامِ والحركاتِ والنظراتِ حتى يطمئنَّ إلى تأثيره.
- حضارتنا كانت تبهرُ الغرب؛
لأنها كانت قوية، جميلة، سامية،
كانت حضارةَ علم، وإيمان، ونظام، وجند، وسلطان.
وكان القادةُ يبحثون ويخططون، ويعلِّمون ويدرِّبون، ويعدلون ويُصلحون،
كانوا على مستوى عالٍ من الحكمةِ والخبرة، والحنكةِ والفطنة،
فملأوا البلادَ بآثارهم وانتصاراتهم وأمجادهم..
- الإعجابُ بمدنيةِ الغربِ وأسلوبِ حكمهم وحياتهم الاجتماعيةِ إلى درجةِ الموالاةِ لهم،
يعني الانبطاحَ لهم، والانقيادَ لهم، وتقليدَهم في كلِّ شيء،
ويعني هذا تسليمَهم مفاتيحَ السيطرةِ ليمرُّوا على أجسادنا،
ويعبثوا بعقولنا، ويفسدوا علينا أولادنا، ويأكلوا خيراتِ بلادنا،
فلا نحكمها بإرادتنا وأسلوبنا ونهجنا، بل كما يريدون هم،
فلا نتحركُ إلا برضاهم.
بينما عزَّتنا تكمنُ في ديننا، وقوَّتنا، واجتماعنا، وجهادنا،
عند ذلك نستطيعُ أن نقولَ لهم:
لا، أنتم شرٌّ علينا، وعلى بلادنا، وأبنائنا، ومواردنا، وحياتنا كلِّها.
- التدبرُ يعني المزيدَ من التفكيرِ والبحثِ والتخطيطِ والتشاورِ والاستشراف،
ويعني تقليبَ الأمورِ على وجوهها، وإدامةَ النظرِ فيها، والصبرَ على هذا دونَ ملل،
حتى يُعطى الأمرُ حقَّهُ من الدراسةِ والجودةِ والإتقان،
وإن الله ليحبُّ العبدَ إذا أتقنَ عمله، كما في الحديثِ الشريف،
ويعني أنه يؤجرُ عليه، إضافةً إلى نفعهِ له.
- التعاونُ على البرِّ والإحسانِ يزيدُ من تعاضدِ المجتمعِ الإسلامي، وقوَّته، وتماسكه،
ويشيعُ فيه المودَّةَ أكثر، والرحمة، والعطف،
والأخلاقَ الاجتماعيةَ والعمليةَ بشكلٍ عام،
ففيه إجلالُ الكبير، والشفقةُ على الصغير،
وإعالةُ الفقير، وإقالةُ العاثر، وإعانةُ المحتاج،
ومساعدةُ المدين، وإغاثةُ الملهوف،
وكفالةُ اليتيم، ومواساةُ المريض، وتعزيةُ المصاب..
- التعلقُ بتراثِ الأجدادِ، والحرصُ على آثارهم، لا يعني تركَ الحاضر،
ولا يعني الركونَ إلى الماضي، والخلودَ إلى زاوية، والعزلةَ عن الناسِ وشؤونهم،
بل يعني سلوكَ نهجهم، في نشرِ العلم، ووعي الناسِ بدينهم وواجبهم،
وتبصيرهم بانتصاراتهم وآثارهم العلمية، حتى يحذوا حذوَهم،
ويعرفوا أن لهم تاريخًا وبطولاتٍ وأمجادًا وآثارًا عريقةً في العلمِ والقوةِ والإيمان.