كلمات في الطريق (703)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بالمنتدى)
- قد نوَّعَ الله تعالى بين الأشياءِ حتى تناسبَ طبائعَ وأمزجةً مختلفةً بين عباده،
وصارَ الاصطفاءُ والمفاضلةُ بينها منتشرةً بينهم،
فينتقي الشابُّ عروسًا يراها مناسبةً له من بين نساءٍ كثيرات،
ويصطفي المرءُ صديقًا من بين كثيرين لأنه يراهُ موافقًا لاهتمامهِ وقريبًا من أخلاقه،
وهو يختارُ حتى أطعمةً مفضِّلًا إياها على أطعمةٍ أخرى..
- الحياةُ سهلةٌ عند بعضهم،
وصعبةٌ على آخرين،
وكلٌّ مبتلًى بالآخر،
فالميسورُ ينبغي أن يساعدَ المحتاج،
والمحتاجُ عليه أن يصبرَ حتى يأتيَهُ الفرج،
ولا يمدَّ يدَهُ إلى مالِ الغنيِّ ليأخذَهُ بغيرِ حقّ.
على أن هذه الحياةَ المتناقضةَ والمتفاوتةَ بين البشرِ لن تبقى على وتيرةٍ واحدة،
والغالبُ أن يتراوحَ حالُ المرءِ بين الشدَّةِ والرخاء،
والصحةِ والمرض،
لتتبيَّنَ أحوالهُ ومواقفهُ من خلالِ ذلك،
فتتجدَّدُ دوافعه، وتختلفُ تصرفاته،
ثم يحاسبُ على أعمالهِ وتصرفاتهِ تلك.
- يا ابن أخي،
ليس من الحكمةِ أن تبادرَ إلى من لا تعرفهُ بالمزاح،
فإنه قد لا يلائمُ طبيعته،
أو يكونُ الشخصُ قريبَ عهدٍ بمصيبة،
أو يكونُ شيخًا كبيرًا لا يتجاوبُ مع الأمزجةِ المرحة،
فهو مهمومٌ بحاله،
وبما يؤولُ إليه.
- يا ابن أخي،
أراكَ تثبتُ عند الفرح،
وتكادُ أن تقعَ على قفاكَ من الضحك،
ولا تدَعُ مكانكَ إلا لجوعٍ أو نوم.
فإذا كان جدٌّ أو حاجةٌ انزويتَ وسكتّ،
أو حزنٌ جزعتَ ولم تثبت.
ليس هذا من أخلاقِ الرجال.
- يا بني،
إذا كنتَ ملازمًا للكتابِ فلا بدَّ لكَ من اصطحابِ القلم،
فإنه يعرضُ لكَ خاطر،
أو جوابُ مسألة،
أو تقييدُ فائدة،
أو تذكيرٌ بأمرٍ ما،
فتدوِّنه، أو تشيرُ إليه،
وإذا لم تفعلْ فقد يطيرُ من ذاكرتك،
لانشغالِكَ بأمورٍ أخرى،
وقد فاتتنا أفكارٌ ثريَّة، وخواطرُ جميلة، نتيجةَ هذا أو غيره.