كلمات في الطريق (679)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بالمنتدى)
- من استبعدَ من الدينِ أمرًا بحسبِ محدوديةِ عقلهِ وتفكيرهِ الخاصِّ وذوقهِ مزاجه،
أتاهُ الشيطانُ وقاسَ عليه أمورًا أخرى ووسوسَ بها في نفسه،
وما يزالُ به حتى يخرجَهُ من دينه!
فالعلمَ العلم، والفقهَ في الدين، والثباتَ واليقين، والخشيةَ من ربِّ العالمين،
تعوَّذْ بالله من الشيطانِ الرجيم،
ولا تفكرْ بذاتِ الله، ومسائلِ الغيب، والأرواح،
ولا تخضْ في المتشابهاتِ وسلِّمْ بها،
فهي فوق طاقةِ عقلِكَ وتفكيرك،
ولا تُقاسُ عليها موازينُ دنيانا وماديةُ أرضنا،
وما أوتيتَ من العلمِ إلا قليلًا،
فلا تقفز، ولا تشطح، ولا تتنطع، ولا تغترّ،
حتى تسلم.
- الحياةُ لا تنهضُ برجلٍ واحد.
فلا بدَّ من آدمَ وحوّاء، ومن مسلمٍ وكافر،
ولو كان أهلُ الأرضِ كلُّهم صالحين لكانوا في السماء!
فاحمدِ الله على الإيمانِ والإسلام،
واعملْ على شاكلتِكَ ولا تذهبْ بعيدًا!
- إذا لم تتعلمْ مهنةً أصبحتَ كلًّا على الناس،
وقد تنبلجُ مهنتُكَ من خلالِ عائلتِكَ ومهنةِ والدك،
أو من خلالِ دراستك، أو هوايتك، أو مصاحبةِ آخرين،
أو من خلالِ بيئتك،
أو واقعِكَ الذي يفرضُ عليك ذلك.
- إذا نطقَ الطفلُ تلعثم، وتثأثأَ وتتأتأ،
وإذا صاحَ الفروجُ قبحَ صوتهُ وأُنكِر،
فإذا كبرَ هذا وذاكَ وحسنَ صوتُ كلٍّ منهما وصحّ،
نسيا ما كانا عليه من الضعفِ والاعوجاج، وقبحِ الصوتِ والإزعاج،
والقويُّ يتبجحُ وينسى ما كان عليه من ضعفٍ ومرض..
والذكرى تنفعُ المؤمنين.
- يقالُ إن للحيطانِ آذانًا، ولو أنها لا تسمع!
أما بعد أن أُحدثتْ آلاتُ التنصتِ الدقيقة، ومثلُها آلاتُ التصويرِ للتجسس،
ووُضعتْ في أماكنَ قريبةٍ لا تُرى من خلالها،
فقد صارَ لكلِّ شيءٍ آذانٌ تَسمَعُ وعيونٌ تُبصِر!
وغدا التجسسُ في كلِّ مكان،
من قريبٍ وبعيد!
