كلمات في الطريق (647)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بمنتدى العلماء)
- من عرفَ كلامًا وأنه حقّ، ثم نفاه،
أو حرَّفه، أو أوَّلَهُ ونقده،
فقد ظلمَ نفسه، وظلمَ صاحبَ الكلام،
كما ظلمَ الآخرين، بتحريفه، أو الشكِّ فيه، حتى لا يصدِّقوه.
ولسوفَ يحاسبهُ الذي يعلمُ ما تكنُّهُ الصدور.
- تكثرُ الشكوكُ والتساؤلاتُ عند قليلي الثقافة،
في علمٍ من العلوم، أو فنٍّ من الفنون،
ويصرِّحُ بعضهم بشكوكهِ واعتراضاتهِ قبلَ أن يبحثَ ويسأل،
ويَعرضُ شكوكَهُ ووجهاتِ نظرهِ في جلساتٍ أو قنوات،
وإن كانت تافهةً عقيمةً في نظرِ الآخرين،
لسطحيته وقلةِ ثقافته.
وعندما يقرأُ ويبحث، أو يتلقَّى أجوبةً شافيةً على تساؤلاته،
يضحكُ على نفسه، ويقرُّ أنه كان قليلَ الاطِّلاع.
ومن المؤسفِ أن هذه المشكلةَ قديمةٌ متجددة،
ولا يعتبرُ الناسُ من ذلك،
وبعضُ هؤلاءِ الجهلةِ لا يتنازلون عن آرائهم ومواقفهم،
في عنادٍ وجدالٍ عقيم، لا ينفعهم.
- هناك إثارةٌ حميدة، وأخرى غيرُ حميدة.
فالأُولى كالإثارةِ للجهادِ ضدَّ العدوّ،
وغيرُ الحميدةِ كإثارةِ الفتنِ والبغضاءِ بين الزوجِ وزوجه،
وبين الأصدقاءِ والشركاء،
وفي المجتمعات..
- من المتوقعِ أن يسبقَ السلوكَ الإجراميَّ كلماتٌ قاسية، وتصرفاتٌ مشينة،
فهذا ما يناسبُ الجريمة، ونفسيةَ المجرم،
ولكنْ قد يكونُ العكس؛
لأجلِ إغراءِ الضحيَّة، والإيقاعِ بها،
فالواجبُ على العاقلِ الفطنةُ والحذرُ كيفما كان.
- أقلامٌ دَفنتْ أصحابها ولعنتهم،
وأقلامٌ أحيتهم وأثنتْ عليهم،
الكلامُ الطيبُ يحمدهُ العقلاءُ ويحبون صحبةَ أهله،
ويأنسون بكلامهم وبما يكتبون، ويدرسونَهُ بينهم.
والكلامُ الخبيثُ يبقَى في القاعِ ليدوسَهُ الناس،
ومع هذا فله أهلهُ أيضًا!