كلمات في الطريق (638)
محمد خير رمضان يوسف
(خاص بمنتدى العلماء)
- عيبٌ صغيرٌ لا ينقصُ من قيمةِ سلعةٍ غالية، إلا بقدرٍ ضئيل،
فلا تُهمَل، ولا تُرمى.
وكرامُ الناسِ لا يُلتفَتُ إلى أخطائهم الصغيرةِ في مقابلِ أخلاقهم العالية ومعاملتهم الطيبة،
فالنظرُ يكونُ إلى الأصل،
وإلى ما غلبَ وعلا.
- الذي لا يخالطُ الناسَ لا يصبرُ على كلامِهم إذا طال،
ولا جلساتهم وأحاديثِهم المتشعبة،
التي قد يكونُ فيها غضب، وكذب، وجرح، وتعريض، وشتم، وغيبة..
فتراهُ بعدها متبرمًا، ممتعضًا،
وقد يهربُ منه النومُ إذا تذكَّرها،
فإذا وجِّهَ إليه بعضُها أصابَهُ القلق، وعزمَ على عدمِ العودةِ إليها!
مخالطةُ الناسِ ليس بالأمرِ السهل.
ولا يقدرُ عليها إلا صاحبُ إرادةٍ ومراس،
أو صاحبُ دعوة،
أو لدافعٍ ما.
- صاحبُ الحاجة، وطالبُ العلم، والمراجعُ في دائرةٍ أو مكتب،
لا يسيؤون أخلاقَهم؛
ليتمكنوا من الحصولِ على طلباتهم وهم محتاجون إليها.
لكن الخوفَ من الطرفِ الآخر.
وهنا يبرزُ معدنُ الإنسان،
عندما يكونُ الموظفُ أمينًا، صادقًا، محبًّا،
لا يستغلُّ منصبَهُ للإساءةِ إلى أحد.
- رفعةُ الحياةِ وقيمتُها عند الحرِّ عندما يكونُ عزيزًا مكرَّمًا.
ومن عاشَ تحت سطوةِ الظالمين الغاصبين لم يتهيَّأْ له ذلك.
ويأبَى الحرُّ أن يبقَى هكذا، ذليلًا، مقهورًا.
لا بدَّ من الخلاص.
لا بدَّ من بذلِ النفسِ والمال؛
لأجلِ نفسه، وأهله، ومجتمعه،
ودينهِ ومعتقدهِ قبلَ كلِّ شيء.
- كثيرٌ من الذين يظلمون الناسَ ويأكلون الحرامَ يصابون بأمراضٍ عضويةٍ ونفسية،
ولكن لا نعرفُ سوى ظاهرِ أمرهم، وتلميعِ أحوالهم، وانشغالهم بأموالهم.
ومنهم من يتفكرُ ويعتبر،
فيردُّ الحقوقَ إلى أصحابها، ويشتغلُ بالحلال.
ومنهم من لا ينتهي،
ويبقَى خائضًا في الحرام، حتى يموتَ وهو لم يشبعْ من المال.. ولا من الحرام!