كلمات في الطريق (634)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بمنتدى العلماء)
- تصفيةُ القلبِ من أوضارها والأمراضِ المتشبثةِ بها ضرورية،
حتى ينطلقَ صاحبهُ من جديد،
ويرى الدنيا بألوانها الحقيقية،
ويحكمَ على الأمورِ بنورٍ وبرهان.
ولتتقوَّى النفسُ وتتشجَّعَ للتخلصِ من آثامها أيضًا كما تخلَّصَ القلب،
ولتكتملَ بذلك جوانبُ التزكيةِ في شخصيةِ المسلم،
وليكونَ من المفلحين الفائزين.
{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}.
- يا بني،
إذا جاءكَ النصحُ من محبٍّ مخلصٍ لبيب،
فبادرْ إلى العملِ بنصيحته،
فإنه قد يبصرُ فيكَ عيبًا يغيبُ عنك؛
لهوى، أو لا مبالاةٍ منك،
والمحِبُّ يشفقُ على أخيهِ كما يشفقُ على نفسه.
- الذين يريدون حياةً سهلةً يهربون إلى الفُرشِ ليناموا أكثر،
وإلى المطاعمِ والمقاهي والملاهي ليتلذَّذوا أكثر،
ولكنَّ الواقعَ ينبئُ أنهم لا يرتاحون في ذلك،
بل يلازمُهم خواءٌ في القلب،
وقلقٌ في النفس،
وأفكارٌ وتصوراتٌ وهواجسُ لا تنتهي،
بدلَ الراحةِ التي يبحثون عنها،
ولن يجدوها إلا بعلاقةٍ مع الله،
خالقِ الإنسان، وخالقِ النفسِ والعقل.
- المبدعُ في مكابدةٍ مع عقله، وأزمةٍ مع نفسه،
فلا يكادُ يرى جديدًا ويفرحُ به حتى يملَّهُ بعد قليل، ويبحثَ عن جديدٍ آخر.
وما كان يراهُ إبداعًا منذُ أيام، يراهُ اليومَ قديمًا!
وليس هذا مرضًا، بقدرِ ما هو تجدُّدٌ في الأفكار،
أو تقلُّبٌ في المزاج، وطردٌ للمللِ الذي لا ينفكُّ من الهجومِ على صاحبه.
وهناك بالمقابلِ أمزجةٌ تحبُّ القديم، وتتآلفُ مع (كان) أكثرَ من (أصبح).
- تستطيعُ أن تصرفَ النظرَ عن قصةٍ كتبتَها ولم تعجبك،
فتضعُها جانبًا وتهملُها،
أو تعدِّلُها، أو تحذفُها، كلُّ ذلك بما يناسبُ ذوقكَ وأفكارك.
أما قصتُكَ الحقيقيةُ والواقعية،
فكيف تتصرفُ إذا رأيتَ فيها شذوذًا وأخطاءً وتجاوزات؟
هل تتوبُ إلى الله تعالى وتنتهي منها،
وتبدأُ حياةً جديدة، صادقةً صافية؟
أم تظلُّ مع قصصِكَ الخياليةِ وتتركُ قصتكَ الحقيقيةَ في الحياة،
وإلى متى تضحَكُ على نفسك؟