كلمات في الطريق (628)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بمنتدى العلماء)
- لا تستطيعُ النومَ وأنت خائف، إلا إذا غلبك.
فالأمنُ أمرٌ عظيم،
والقائدُ الناجحُ يؤمِّنُ المجتمعَ من جوانبه،
ولكن ليس بالرعبِ والإرهاب،
فهذا تخويفٌ وتفزيع،
وعلاجُ إجرامٍ بإجرام، ومحاولةُ تطهيرِ نجاسةٍ بمنجِّس،
وإنما يكونُ الأمانُ بإقامةِ العدل،
وبتأمينِ حاجاتِ الناس، وإعطائهم حقوقَهم،
وبالأخذِ على أيدي المجرمين،
وإعدادِ القوةِ لمواجهةِ الأعداء.
- السيرُ في النورِ يعني الوضوح،
ورؤيةَ الطريقِ بشكلٍ سليم،
ومعرفةَ المستقيمِ من المعوجّ.
وهنا يبرزُ الاختيار، ويتبيَّنُ المستقيمُ من المنحرف،
عندما يدخلُ أحدُهم في طريقٍ ملتوٍ وهو يرى سواءَ السبيلِ بما لا يخفَى عليه!
وهذا هو اختياره، فلينتظرْ عقابه.
- الشتاءُ لا يحتاجُ إلى جمالٍ يزيِّنه،
فالناسُ لا تنظرُ إليه أصلًا،
إنهم مشغولون بالتدفئة، والسكنى، ولا يخرجون إلا لحاجة،
وإذا قضوا حوائجهم عادوا بسرعة.
الشتاءُ مشغول بالريّ، ريِّ الينابيعِ والأنهار.
مشغولٌ بتجديدِ حياةِ الأشجار،
ولكنْ بعد تعريتها،
لتنسَى خريفها،
فإن الغنى بعد فقر، ألذُّ من غنًى بعد غنى!
- نعم، هناك ما يدعو إلى التفصيل، وخاصةً لطلبةِ العلم،
ولكن بشكلٍ عامّ، فإن الكلامَ الطويلَ يدعو إلى المللِ ولو كانَ مفيدًا.
والمطلوبُ الإيجاز،
فإنه مظنةُ الإنصات، والمتابعة، والفهم.
- اللهم اجعلنا هداةً مهتدين، صالحين مصلحين،
شاكرين حامدين، أمناءَ صادقين،
عاملين مجاهدين، عابدين قانتين،
علماءَ عارفين، أتقياءَ خاشعين،
كرماءَ منفقين، آمنين مطمئنين،
سعداءَ مقبولين، فائزين مفلحين.