كلمات في الطريق (624)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بمنتدى العلماء)
- إذا لبستَ لباسَ الطبيبِ سألوكَ عن صحتهم،
وإذا لبستَ لباسَ العلماءِ سألوكَ عن دينهم،
فإذا قلتَ إن علمَ الطبِّ ليس مقتصرًا على الأطباء،
وعلمَ الأرضِ ليسَ مقتصرًا على الجيولوجيين،
وصرتَ تجاوبُ عن الأسئلةِ المتعلقةِ بهذا وذاك،
وتبدي رأيك، وتجادلُ وتخاصم، وتستهزئ بكلامِ المختصين،
فإنك بذلك تضرُّ الناسَ وتفسدُ عليهم علومَهم.
وهكذا الذين يقولون إن علومَ الإسلامِ ليست مقتصرةً على العلماء،
ثم يفتون الناسَ بآرائهم القاصرة، واجتهاداتهم السقيمة،
فيشوِّهون الدين، ويضلُّون الناس.
- من عرفَ ميادينَ الجهادِ كانت أحبَّ إليه من متنزهاتِ الدنيا،
وحتى من حلقاتِ العلمِ والذكر؛
لأنه يرى الجهادَ أقربَ طريقٍ إلى رضى الله، وأقصرها إلى جناته،
ويقدِّمُ له سبحانهُ أعزَّ وأغلَى ما أودعَهُ فيه، وهي روحه!
- لا تقلْ كيف ماتَ وقد كان شابًّا!
فإن هذا يدلُّ على جهلك؛
لأن شبابًا كثيرين يموتون بأمراضٍ وحوادثَ وسكتاتٍ مفاجئة،
مثلهم مثلُ الأطباءِ الذين يعتنون بصحتهم،
ومثلُ الأغنياءِ الذين يجدون ما يصرفون على أنفسهم إذا مرضوا،
ومثلُ المسؤولين الكبارِ الذين يجدون رعايةً صحيةً عالية،
فكلهم يموتون بأعمارٍ مختلفة.
ومن متابعتي للوفيات منذ أكثرَ من ربعِ قرن (في التراجم)،
رأيتُ أعمارَ الأطباءِ لا تختلفُ عن أعمارِ غيرهم من فئاتِ المجتمع.
فالأعمارُ بيدِ الله تعالى.
والمغرورُ والمسوِّفُ واللامبالي مَن ضحكَ عليه الشيطانُ فقالَ لنفسه:
اعملْ ما تشاء، فإن الحياةَ أمامكَ طويلة!
- الوعيُ إلى جانبِ العقلِ يعني الإحاطةَ بالمسألةِ أو المشكلةِ من جميعِ جوانبها،
الخفيةِ منها والظاهرة.
ولا يصلحُ الأمرُ بدونِ وعي؛ لأنه يعني الجهل.
ويعني هذا أن القراءةَ والكتابةَ بدونِ وعي لا تُخرجُ المرءَ عن درجاتِ الأمية.
وكم من قارئٍ أمّيّ!
- الكذبُ والتزويرُ والكلامُ الباطلُ عمومًا منتشرٌ بشكلٍ كبيرٍ في الإعلامِ العامِّ والاجتماعيّ،
فما علاجه؟
إن تقييدَ الحرياتِ في ذلك وارد، إذا كان ضررهُ أكثرَ من نفعه،
بأن يحاسَبَ كلُّ من كذبَ وأشاعَ كلامًا غيرَ صحيح،
حتى يُعرَفَ الصحيحُ من الأخبارِ والوقائعِ والأحوالِ المرئيةِ والمقروءة،
فإنه لم يُعَدْ يُعرَفُ الحقُّ من الباطل!
ولكنَّ المشكلةَ في الحكوماتِ الفاسدةِ والمجرمةِ البغيضة،
التي تسلَّطتْ على رقابِ الشعوب، وخنقتها،
وجعلتْ مفتاحَ الإعلامِ بيدها،
ومن خلالهِ تكذبُ أكثرَ من الكذابين، وتزوِّرُ أكثرَ من المزوِّرين،
فكيفَ يَمنعُ فاسدٌ من الفساد؟
وكيف يمنعُ كاذبٌ من الكذب؟
لقد طمَّ الباطلُ والفسادُ والكذبُ في أجوائنا وبيئاتنا كلِّها!
ولا مفرَّ من إصلاحٍ عام.. في ثورةٍ عامة.