كلمات في الطريق (622)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بمنتدى العلماء)
- البقعةُ السوداءُ على رداءٍ أبيضَ لا يخفَى أثره،
كما لا يخفَى قبحه،
ولذلك لا بدَّ من إزالته،
ولا يكونُ إلا بماء،
وقد يحتاجُ إلى مزيلٍ معه،
كما تكونُ الذنوبُ على قلبِ المؤمن،
لا تنمحي منه إلا بالاستغفارِ والتوبة،
وإذا تعلقَ الأمرُ بحقوقِ الناسِ فلا بدَّ من إعادتها لهم.
- الله لطيفٌ بعباده،
ولولا لطفهُ ورأفتهُ لعجَّلَ بعقوبتهم على ذنوبهم،
ولو فعلَ لما بقيَ من البشرِ أحدٌ على وجهِ الأرض!
قالَ الله تعالى:
{وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَآبَّةٍۢ
وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰٓ أَجَلٍۢ مُّسَمًّى} [سورة فاطر: 45].
- كثيرون فشلوا، ثم نجحوا.
وكثيرون فشلوا، وبقوا على فشلهم.
والفرقُ بين الفريقين،
أن الأولَ لم ييأس،
فحاولَ من جديد، أو أكملَ بما كان معه من قليل.
والآخرُ قعد،
وبقيَ يجترُّ الذكرياتِ الحزينة،
ولم يحرِّكْ ساكنًا.
وكان الأولُ يبتسمُ ويتفاءل،
والآخرُ يعبسُ ويتشاءم!
- بعضُ الأحفادِ ينظرون إلى الأجدادِ وكأنهم تراثٌ وحكاياتٌ وآثارٌ ومناظر،
والبعضُ الآخرُ يرونهم قدوةً أو ثروة،
وأنه يمكنُ الاستفادةُ من آثارهم العلمية، وأساليبهم الحضارية، وعقائدهم الصحيحة.
- الكتابُ لغزٌ حتى تقرأه،
فعنوانهُ لا ينبئُ عن كلِّ شيءٍ فيه،
فهو كلمتانِ أو ثلاث،
وما فيه آلافٌ مؤلَّفةٌ من الكلمات.
والمناهجُ مختلفة، والمشاربُ متباينة،
فالبيئةُ مؤثِّرة،
والخلفيةُ الثقافيةُ أو الدينيةُ متمكنة،
وقد تكونُ الدوافعُ لأغراضٍ لا تظهرُ على السطحِ مباشرة،
إلا بالتمعنِ في المضمونِ وتقليبهِ على وجوههِ ومقارنته.
فاقرأ، ثم اعرفِ اللغز، ولا تستعجل.