كلمات في الطريق (621)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بمنتدى العلماء)
- لا مفرَّ من الحسابِ أيها المسلم،
فكما يحاسَبُ الولدُ على تقصيرهِ في الأسرة،
والطالبُ في المدرسة، والموظفُ في الدائرة، وكلٌّ في مجاله،
فإن هؤلاءِ جميعًا يحاسَبون على تقصيرهم في أمرِ الله يومَ القيامة،
فالناسُ في جدٍّ لا لعبَ فيه،
ولم يُخلَقوا عبثًا.
- اشتغالُ الطلبةِ بالعلمِ لا يعني إهمالَهم أحوالَ المسلمين في حاضرهم،
بل ينبغي أن يترعرعَ معهم هذا الشعورُ منذ الصغر،
فإن الهدفَ من العلمِ هو خدمةُ المسلمين به،
بتعليمهم واجباتهم،
وبثِّ الوعي بينهم،
وتحذيرهم من الغزوِ الفكريّ،
وما يثارُ بينهم من الشبهاتِ والمطاعنِ ضدَّ دينهم،
وحتى لا يكونَ العلمُ وظيفةً رتيبةً تؤدَّى بأُجرةٍ من دونِ شعورٍ بالمسؤولية،
ومن دونِ غايةٍ سامية.
- في الأدبِ راحةٌ للفكر،
ولكنهُ مؤثِّرٌ أيضًا،
فالنافعُ منه يهذِّبُ النفس، ويحسِّنُ الخُلق، ويُلهبُ المشاعر،
وينشِّطُ للعلمِ والبحث، ويرغِّبُ في المتابعة،
ويَستدعي الشخصياتِ المؤثِّرة، ويُستَخرجُ به كنوزُ التراث.
وهو يَنثرُ الحِكَم، ويُثري التجارب، ويَبعثُ على العبرة،
ويعرِّفُ بعاداتٍ ومأثوراتٍ لشعوبٍ قديمةٍ وحديثة،
مما يولِّدُ وعيًا بجانبٍ لا يُنكَرُ من التاريخ..
- لا تستطيعُ أن تتحكمَ في الجمالِ وتغيِّرَ منه ما شئت،
إلا شيئًا ترسمه، أو حديقةً تهذِّبُها،
فالجمالُ يتوزعُ على أشكالٍ وحركاتٍ لكائناتٍ لا تُحصى في الأرض،
فوق اليابسةِ وتحت الماء،
أما السماءُ فإنها أبعدُ من أن تصلَ إليها يدُك،
وتتصرفَ في شيءٍ منها.
- أيها الولد،
لا تفتعلْ مشكلاتٍ في مدرستِكَ وبين أصدقائكَ وعند رحلاتِك؛
لتُثبِتَ شخصيتكَ وتُشهِرَ نفسك،
فإن العاقلَ يتعاونُ مع الآخرين على البرِّ والخيرِ والإحسانِ حتى يُعرَفَ به،
وآخرُ يخالفُ حتى يُعرَفَ بالغدرِ والخيانةِ والإفساد،
فإياكَ وهذا.