كلمات في الطريق (617)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بمنتدى العلماء)
- من عقدَ همتَهُ على الإصلاحِ فقد اختارَ جانبَ العزيمةِ والصبر،
وتأهَّبَ لكلامِ الناسِ وقد خبرَ النفوسَ الضعيفةَ والمشاكسةَ والمتكبرة،
وتركَ الجدالَ فيما لا خيرَ فيه،
واهتمَّ بمعالي الأمور،
ونظرَ في الواقعَ ووضعَ الحلول،
وسهرَ وفكرَ وقدَّر،
وتدبَّرَ ولم يأخذِ الأمورَ بالعجل،
وعرفَ حركةَ التاريخِ فاعتبر.
- بالحبِّ والثناء، والبرِّ والوفاء،
تدومُ السعادةُ بين الوالدين والأولاد.
والطاعةُ تحيةُ الوفاء،
والعقوقُ سخطٌ وجفاء.
والأمُّ مقياسٌ زئبقيٌّ في الأسرة، بين الأولادِ وأبيهم،
فتخفِّفُ من حدَّةِ الأب،
وتنصحهُ بالحلمِ والصبر،
وتنصحُ الأولادَ بالامتثالِ والأدبِ والاحترام.
- هل تحبُّ أن تبيعَ أخاكَ المسلمَ سلعةً بوزنٍ وأوصافٍ عاليةٍ كما تحبُّ أن تشتريها لذاتك؟
إنه امتحانٌ لنفسِكَ التي تنازعُكَ وتطلبُ أن يكونَ لها كلُّ جميلٍ ونفيس،
وأن تستأثرَ بها دونَ آخرين.
فمن استوتْ عندَهُ نفسهُ مع نفوسِ إخوانهِ فإنه دليلٌ على إيمانٍ وإيثارٍ وخُلقٍ عال.
- ليس كلُّ من سبَّبَ لكَ مشكلةً (في نظرِكَ) فهو يبغضك،
فقد يكونُ قصدهُ إصلاحَ ما أنت فيه،
بأن ينبِّهكَ إلى خطأ تمارسه،
أو أذًى تسبِّبهُ وأنت لا تشعرُ به،
أو تظنُّهُ غيرَ مؤثِّرٍ وغيرَ جارحٍ لشعورِ الآخرين،
ويكونُ ذلك من قصرِ نظرٍ فيك،
أو عدمِ إحاطةٍ بما حولك،
أو لا مبالاةٍ من قبلك؛
فيكونُ ذلك التنبيهُ درسًا لك،
وتصحيحًا لمسارٍ تسلكه.
- لا يكفي أن تعرفَ الخطأ،
فكثيرٌ من الناسِ يمارسونَهُ في حياتهم ويتعمدونه،
ولكنَّ المهمَّ هو تجنبهُ ونبذهُ والتحذيرُ منه،
حتى تستقيمَ النفس، ومعها الحياة،
ومن لم يكنْ كذلك فإن وجهتَهُ إلى اعوجاجٍ وسلوكٍ منحرف،
وإلى كذبٍ وخداعٍ مع نفسه،
وحتى في سلوكهِ مع أهلهِ وأصدقائه،
وكلِّ من يتعاملون معه،
من قريبٍ أو بعيد.