كلمات في الطريق (602)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بمنتدى العلماء)
- كثيرٌ من الناسِ يتخلفون عن واجباتهم من غيرِ سبب،
ولو واجهوا عقوباتٍ حقيقيةً لما تخلَّفوا،
ولهذا رتَّبَ الله تعالى العقوبةَ على من أخلَّ بأمورٍ مطلوبةٍ منه،
ولولاها لما التزمَ كثيرون بها.
وقد يكونُ في العقوبةِ ترهيب، أو أدبٌ وتربية.
- وجدنا في حياتنا ما لم يجدهُ آباؤنا وأجدادنا،
ووجدوا ما لم نجده، وما لا يلائمنا،
فكلُّ عصرٍ له معطياتهُ وما يناسبهُ من سبلِ العيشِ والحضارة،
وكلٌّ يحاسَبُ على قدرِ ما أُوتيَ من علمٍ وفهمٍ وقدرة.
والمهمُّ أن نعتبرَ من أحوالِ الأولين وتاريخهم،
فالعاقلُ يعتبرُ ولا يكررُ الخطأ.
- لا يسلَمُ لكَ إلا أحبابك،
لكنَّ صنفًا من الناسِ يغيثونكَ وقتَ الشدَّةِ حتى لو كنتَ أخطأتَ معهم.
إنهم أهلُ النجدةِ والشهامةِ والمروءة،
أصدقُ الناسِ معدنًا،
وأجملهم أخلاقًا،
وأحسنُهم معاملة،
وأكثرهم نفعًا للناس.
- ليسَ من العيبِ أن تغضب،
فإن هذا من الصفاتِ الطارئةِ على البشرِ كلِّهم،
ولكنَّ العبرةَ في كيفيةِ تصرفك،
فهل تتصرفُ كالمجنون،
أم تبلَعُ غضبكَ وتصبرُ حتى تذهبَ عنكَ ثورةُ النفس،
لتتصرفَ بحكمةٍ واتزان،
أم تحلمُ من أولهِ وتعفو لخُلقٍ عالٍ فيك…؟
- ما الفرقُ بين ذكيٍّ يستعملُ ذكاءَهُ في الإجرامِ بحقِّ الناس،
ومجنونٍ يخرِّبُ منافعهم؟
العقلُ وحدَهُ ليس مقياسًا للخير، ولكنهُ لما يُستعمَلُ له.
ولا يُنظَرُ إلى الذكاءِ وحده، ولكنْ إلى ما يستعمَلُ له.