كلمات في الطريق (599)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بمنتدى العلماء)
- القوميُّ يخدمُ قوميته،
ويحبٌّ لها النهوضَ والعلوَّ والسيطرةَ أكثرَ من جميعِ القوميات،
مما يدلُّ على عنصريةٍ وفاشيةٍ بغيضة،
والإسلامُ يعملُ للقومياتِ والشعوبِ كلِّها،
ولا يفرِّقُ بينها إذا كانت تحت ظلِّه،
ويريدُ لها جميعًا التقدمَ والنهوضَ لأجلِ نصرةِ الإسلامِ وعزَّته.
ولو اقتصرَ صلاحُ الدينِ على قوميتهِ لما تغلَّبَ على الصليبيين،
ولكنهُ بجمعِ القومياتِ تحتَ رايةِ الإسلامِ تغلَّبَ عليهم،
فخدمَ بذلك، دينه، وقوميته، وقومياتِ الآخرين، وشعوبَ الإسلامِ كلَّها.
إنه الإسلامُ العظيم!
- ليس كلُّ من حملَ حملًا ثقيلًا فهو قويّ،
فقد يكونُ مكرَهًا على حمله،
وقد تكونُ الحاجةُ ألجأتهُ إلى ذلك،
ولقيَ من ذلك رهَقًا،
ولو كان في حالةٍ عاديةٍ لما فعل.
فهو في نفسهِ شيء،
وفي نظرِ الآخرين شيءٌ آخر!
- إذا عبَّرتَ عن الحالِ فبصدقٍ واعتدال،
ولا داعيَ إلى التضخيمِ والتهويلِ فتخرجَ عن حدِّ المعقول.
وكلما كان الحديثُ معتدلًا،
كان أقربَ إلى تصديقهِ والثقةِ بصاحبه.
- قد يكونُ ظلُّكَ أطولَ منك،
فلا تغترّ، فإنه ظلٌّ، وليس أصلًا،
ولا يدلُّ على شخصيتِكَ الحقيقية،
وجاءَ هذا الطولُ عارضًا، وسيأتي أقصرَ منكَ أيضًا.
عليكَ بالأصلِ والجوهر.
- عندما كنّا شبابًا، كنّا متحمِّسين كثيرًا،
حتى أتعبنا حنجرتَنا بالهتافاتِ الفارغة، وأدمغتَنا بالخيالاتِ الكاسدة!
وكنّا نظنُّ أن باستطاعتنا أن نغيِّرَ العالمَ إلى ما هو أفضل،
ولكننا اصطدمنا بصخورٍ عاتية، وحواجزَ صلبة،
نصبَتها أمامنا حكوماتُنا أكثرَ من أعدائنا.
وليتنا بقينا في أماكننا،
ولكنْ زُجَّ بكثيرٍ منا في المعتقلات،
أو عُذِّبو وفُتنوا وقُتلوا، أو نُزحوا وشُرِّدوا ولوحِقوا،
ومن بقيَ منهم أُسكتَ وأُرهِب..