كلمات في الطريق (576)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بمنتدى العلماء)
- من زعمَ أنه لن يُمتحنَ فلا يتنفَّس!
فإن الاختبارَ والابتلاءَ من سنَّةِ الحياة، للمسلمِ وللكافر.
يقولُ ربُّنا سبحانهُ وتعالى في هذا، مع بيانِ الحكمةِ منه، في أولِ سورةِ العنكبوت:
{أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ،
وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}.
فلا يُعرَفُ الصادقُ في إيمانهِ من الكاذبِ إلا عند الاختبار.
نسألُ الله العافية، والثباتَ على الحق.
- عندما تكونُ يدُكَ مكلومة، قاصرةً عن العطاء،
فلا تيأس،
استعملْ جوارحكَ الأخرى، أو إشاراتِك، بما يسدُّ نوعًا من عملِ يدك،
فالمهمُّ أن يكونَ العطاءُ ونشرُ الخيرِ رسالتكَ في الحياة،
لا تنسَها، ولا تفرِّطْ فيها،
وهذه هي العزيمةُ القوية، والهمَّةُ العالية.
- عندما تقرأُ كتبًا،
تشعرُ أنكَ ازددتَ ثقافةً ومعرفة،
وزيادةُ المعرفةِ تعني زيادةَ العقل.
ولكنَّ السؤالَ هو: أيَّ كتبٍ قرأت؟
فإن الزيادةَ المترتبةَ عليها هي الثقافةُ الناشئةُ منها،
وهي مونةُ عقلك، ونشاطُكَ العلمي، ثم نهجُكَ في الحياة.
- يا بني،
لا تعجبْ من زميلِكَ الفقيرِ كيف وصلَ إلى هذه الدرجاتِ العليا في الدراسةِ والتفوق،
وهو ما لم يبلُغْهُ أحدٌ من أصدقائك،
فإن العزيمةَ والصبرَ يصنعانِ الرجال،
ومن لم يصبرْ شُلَّ وعَجَز،
ومن لم يَعزمْ لأمرهِ بقيتْ مشاريعهُ في الخيال.
- اعلمي يا بنتي،
أن لكلٍّ حقوقًا عند الآخرين،
فلا تضجري من طلباتِ أولادكِ وتشبثِهم بك،
فإنهم يطلبون حقَّهم منك،
كما تطلبين حقَّكِ من زوجك،
وكما يطلبُ زوجُكِ حقَّهُ من مديرِ عمله.
وهكذا،
فإن دائرةَ الحقوقِ متسلسلةٌ وواسعة،
وكلُّ تقصيرٍ في حقٍّ يؤثِّرُ على حقِّ الآخر،
والتعاونُ بين الجميعِ هو الذي ييسِّرُها.