كلمات في الطريق (531)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بمنتدى العلماء)
- ليس يَشفيكَ فقط أيها العبد،
بل هو الذي يُطعمُكَ ويَسقيك،
فكُلْ غيرَ ما أنبتَهُ الله لك،
أو بثَّهُ في برِّهِ وبحرهِ وجوِّه،
وتنفَّسْ غيرَ الهواءِ الذي خلقَهُ لكَ في هذا الأثير،
لتعلمَ أن أنفاسكَ بإذنه،
وكلَّ ما تأكلهُ وتدَّخرهُ من نعمته.
- ابدأْ بالحمدِ وانتهِ بالحمد،
فإن نعمَ الله عليك لا تحصَى،
ولا تبخلْ بالشكرِ له سبحانه،
بل اجعلْ له مكانةً بين أذكارك،
اشكرهُ حتى على خلقِكَ عبدًا له،
وعلى ما أنعمَ عليكَ وعلى والديكَ بالإيمان،
فإنه أغلى وأجلُّ من كلِّ نعمة.
- إما أن تُحسِنَ القولَ أو تَسكت،
إما أن تتعلمَ أو تقعَ في الجهل،
إما أن تَثبُتَ أو تميلَ جانحًا،
إما أن تصبرَ أو تقعَ في الجزع،
إما أن تصمدَ أو تضيع،
إما أن تَعدلَ أو تقعَ في الظلم،
إما أن تستقيمَ أو تقعَ في الخطأ.
- أرادَ مراهقٌ طائشٌ أن يُحرجَ داعيًا،
فعرفَ من هيئتهِ ذلك،
فبدأَ به قبلَ أن يبدأَ هو، وقال:
لو قلتُ لكَ أنتَ مسلم، لقلتَ نعم،
ولو قلتُ لكَ هل تصلي؟ لقلتَ أحيانًا..
يعني: على كيفك!
أنت طالب، فاذهبْ إلى المدرسةِ على كيفك،
لا تسمعْ كلامَ المدرسِ والمديرِ في كلِّ مرة،
لا تتقيدْ بقراراتِ وزارةِ التعليمِ إلا إذا أعجبتكَ ووافقتْ وقتَ راحتِكَ وفراغك..
هل تقبلُكَ المدرسةُ طالبًا منتظمًا هكذا؟
لا تقرأ.. ولا تتهيأْ للامتحان… هل ستنجح؟
هل تريدُ أن يقبلَ منكَ الإسلامَ صلاةً واحدةً في الأسبوعِ بدلَ خمسٍ في اليوم؟
هل تظن أن الجنةَ رخيصةٌ وسهلٌ دخولُها وأسهلُ من دخولِ المدرسةِ التي ترتادها؟
وبقيَ الشابُّ يستمعُ إلى الشيخِ حتى انتهى من كلامه.. وهو لا يتكلم،
ثم قامَ مع قيامِ الشيخ، وشكره، وقبَّلَ رأسه، ومشى بهدوءٍ.. متفكرًا.
- لا يستوي المليحُ والقبيح،
هذا في النظر،
أما في المخبر، فبالمعاينةِ والتجربة،
فإذا كان المليحُ يُخفي جهلًا وسفاهة،
فإن لجهلَ قبَّحه،
وإذا كان القبيحُ يُخفي علمًا ومنفعة،
فقد ملَحَهُ عِلمُه،
ورفعتهُ منفعته.
