كلمات في الطريق (521)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بمنتدى العلماء)
- تستعملُ عقلك،
فإذا حلَّ الظلامُ استعملتَهُ أكثر،
مع تحفيزِ طاقاتٍ أخرى فيك،
واندفاعٍ غريزيٍّ لتجاوزه؛
لرؤيةِ النور،
حيثُ الشعورُ بالأمانِ أكثر.
هذا في الواقعِ المحسوس،
فكيف بمن يعيشون في ظلامِ المبادئِ والأفكار،
ولا يعرفونَ النور،
أو لا يريدونه؟!
- يا بني،
ينبغي أن تعظِّمَ حرماتِ الله،
شريعتَهُ وأوامرَه،
وتقفَ عندها،
ولا تتذرَّعَ بالرخصِ والمسوِّغاتِ التي تسهِّلُ عليك أحكامًا دون حاجة،
لتكنْ من أهلِ العزمِ والمبادرةِ إلى الطاعةِ دون تلكؤ،
وقدوةً في العملِ بما أوجبَ الله.
- يا ابنَ أخي،
لا تعجبْكَ نفسُك،
ولا تغترَّ بمواهبِكَ وميزاتٍ أخرى فيك،
كبسطةٍ في الجسم،
أو حلاوةِ لسان، أو لونِ شعر،
أو اجتهادٍ في علم،
فهناكَ من هو أفضلُ منكَ في صفاتٍ أخرى،
ولا تحلمْ بكمالٍ في أيةِ صفةٍ ترغبُ فيها.
لكنَّ صفاءَ العقيدة، والإخلاصَ في الطاعة،
وكريمَ الخُلق، وجمالَ الأدب،
والمعاملةَ الطيبة، والتعاونَ المثمر،
هو الذي يهذِّبُ نفسك، ويطيِّبُ قلبك،
ويحببُكَ إلى الناس، ويقرِّبُكَ إلى الله.
وهو ما يُبعدُكَ عن الغرورِ والعُجب.
- من لم يعاشرِ الناسَ ويخالطْهم لم يختبرْ طبيعتَهم،
ولم يعرفْ كيفيةَ مداراتهم وأسلوبَ التفاهمِ معهم ودعوتَهم،
وقد يُخدَعُ ببعضهم،
ولهذا كان المعاشِرُ لهم أفضلَ من المنعزلِ عنهم،
إذا صبرَ على أذاهم،
ولم يحملْهُ ضجرهُ منهم على مخاصمتهم أو الانتقامِ منهم.
- قد تتألمُ إذا رأيتَ مجرمًا يعاقَب،
ولكنْ عندما تتذكرُ جريمتَهُ وأذاه،
ستعرفُ أن تألمكَ له كان شعورًا ظاهرًا وردَّةَ فعلٍ فقط.
وفي حضورِ العقوبةِ فائدة.
فإن فيه تفكرًا وعبرة،
ودرسًا واقعيًّا لا يُنسَى.
يقولُ ربُّنا سبحانهُ وتعالى:
{وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ}
(سورة النور: 2)